فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ} (95)

ثم عقبه بالنهي للنبي صلى الله عليه وسلم عن الامتراء فيما أنزل الله عليه ، بل يستمر على ما هو عليه من اليقين وانتفاء الشك . ويمكن أن يكون هذا النهي له تعريضاً لغيره ، كما في مواطن من الكتاب العزيز ، وهكذا القول في نهيه صلى الله عليه وسلم عن التكذيب بآيات الله ، فإن الظاهر فيه التعريض ، ولا سيما بعد تعقيبه بقوله : { فَتَكُونَ مِنَ الخاسرين } وفي هذا التعريض من الزجر للممترين والمكذبين ما هو أبلغ وأوقع من النهي لهم أنفسهم ؛ لأنه إذا كان بحيث ينهى عنه من لا يتصوّر صدوره عنه ، فكيف بمن يمكن منه ذلك .

/خ100