فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ} (95)

ثم عقبه بالنهي للنبي صلى الله عليه وسلم عن الامتراء فقال { فلا تكونن من الممترين } فيما أنزل الله عليه بل تستمر على ما أنت عليه من اليقين وانتفاء الشك ، ويمكن أن يكون هذا النهي له تعريضا لغيره كما في مواطن الكتاب العزيز وهكذا القول في نهيه صلى الله عليه وسلم عن التكذيب في قوله تعالى { ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله } فإن الظاهر فيه التعريض ولا سيما بعد تعقيبه بقوله : { فتكون من الخاسرين } وفي هذا التعريض من الزجر للمترين والمكذبين ما هو أبلغ وأوقع من النهي لهم أنفسهم لأنه إذا كان ينهى عنه من لا يتصور صدوره عنه فكيف بمن يمكن منه ذلك .