فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ءَآلۡـَٰٔنَ وَقَدۡ عَصَيۡتَ قَبۡلُ وَكُنتَ مِنَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ} (91)

قوله : { آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين } هو مقول قول مقدّر معطوف على قال آمنت : أي فقيل له : أتؤمن الآن ؟

وقد اختلف من القائل لفرعون بهذه المقالة ؟ فقيل : هي من قول الله سبحانه ، وقيل : من قول جبريل ، وقيل : من قول ميكائيل ، وقيل : من قول فرعون ، قال ذلك في نفسه لنفسه . وجملة وقد عصيت قبل : في محل نصب على الحال من فاعل الفعل المقدّر بعد القول المقدر ، وهو أتؤمن الآن ، والمعنى : إنكار الإيمان منه عند أن ألجمه الغرق ، والحال أنه قد عصى الله من قبل ، والمقصود التقريع والتوبيخ له . وجملة { وكنت من المفسدين } معطوفة على عصيت داخلة في الحال ، أي : كنت من المفسدين في الأرض بضلالك عن الحق ، وإضلالك لغيرك .

/خ92