قوله : { وَلَقَدْ بَوَّأْنَا } هذا من جملة ما عدّده الله سبحانه من النعم التي أنعم بها على بني إسرائيل ، ومعنى بوّأنا : أسكنا ، يقال بوّأت زيداً منزلاً : أسكنته فيه ، والمبوأ اسم مكان أو مصدر ، وإضافته إلى الصدق على ما جرت عليه قاعدة العرب ، فإنهم كانوا إذا مدحوا شيئاً أضافوه إلى الصدق ، والمراد به هنا : المنزل المحمود المختار ، قيل : هو أرض مصر . وقيل : الأردن وفلسطين . وقيل : الشام { وَرَزَقْنَاهُمْ منَ الطيبات } أي : المستلذات من الرزق { فَمَا اختلفوا } في أمر دينهم ، وتشعبوا فيه شعباً بعد ما كانوا على طريقة واحدة غير مختلفة { حتى جَاءهُمُ العلم } أي : لم يقع منهم الاختلاف في الدين إلا بعد ما جاءهم العلم بقراءتهم التوراة ، وعلمهم بأحكامها ، وما اشتملت عليه من الأخبار بنبوّة محمد صلى الله عليه وسلم ، وقيل : المعنى : أنهم لم يختلفوا حتى جاءهم العلم ، وهو القرآن النازل على نبينا صلى الله عليه وسلم ، فاختلفوا في نعته وصفته ، وآمن به من آمن منهم ، وكفر به من كفر . فيكون المراد بالمختلفين على القول الأوّل هم : اليهود بعد أن أنزلت عليهم التوراة وعلموا بها ، وعلى القول الثاني هم : اليهود المعاصرين لمحمد صلى الله عليه وسلم { إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِى بَيْنَهُمْ يَوْمَ القيامة فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } فيجازي المحسن بإحسانه ، والمسيء بإساءته ، والمحقّ بعمله بالحق ، والمبطل بعمله بالباطل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.