فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَٱسۡتَفۡتِهِمۡ أَلِرَبِّكَ ٱلۡبَنَاتُ وَلَهُمُ ٱلۡبَنُونَ} (149)

لما كانت قريش ، وقبائل من العرب يزعمون أن الملائكة بنات الله ، أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم باستفتائهم على طريقة التقريع والتوبيخ ، فقال : { فاستفتهم } يا محمد ، أي استخبرهم { أَلِرَبّكَ البنات وَلَهُمُ البنون } أي كيف يجعلون لله ، على تقدير صدق ما زعموه من الكذب أدنى الجنسين وأوضعهما ، وهو : الإناث ، ولهم أعلاهما وأرفعهما ، وهم : الذكور ، وهل هذا إلا حيف في القسمة لضعف عقولهم ، وسوء إدراكهم ؟ ومثله قوله : { أَلَكُمُ الذكر وَلَهُ الأنثى * تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضيزى } [ النجم : 21 ، 22 ]