{ فَلَمَّا أَسْلَمَا } أي استسلما لأمر الله وأطاعاه وانقادا له . قرأ الجمهور " أسلمنا " ، وقرأ عليّ ، وابن مسعود ، وابن عباس " فلما سلما " أي : فوضا أمرهما إلى الله ، وروي عن ابن عباس : أنه قرأ " استسلما " قال قتادة : أسلم أحدهما نفسه لله ، وأسلم الآخر ابنه ، يقال : سلم لأمر الله وأسلم ، واستسلم بمعنى واحد .
وقد اختلف في جواب " لما " ماذا هو ؟ فقيل هو محذوف ، وتقديره : ظهر صبرهما ، أو أجزلنا لهما أجرهما ، أو فديناه بكبش ، هكذا قال البصريون . وقال الكوفيون : الجواب هو { ناديناه } ، والواو زائدة مقحمة ، واعترض عليهم النحاس بأن الواو من حروف المعاني ، ولا يجوز أن تزاد ، وقال الأخفش : الجواب { وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ } ، والواو زائدة ، وروي هذا أيضاً عن الكوفيين ، واعتراض النحاس يرد عليه كما ورد على الأوّل { وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ } التلّ : الصرع والدفع ، يقال تللت الرجل : إذا ألقيته ، والمراد أنه أضجعه : على جبينه على الأرض ، والجبين : أحد جانبي الجبهة ، فللوجه جبينان ، والجبهة بينهما ، وقيل : كبه على وجهه كيلا يرى منه ما يؤثر الرّقة لقلبه . واختلف في الموضع الذي أراد ذبحه فيه ، فقيل : هو مكة في المقام . وقيل : في المنحر بمنى عند الجمار . وقيل : على الصخرة التي بأصل جبل ثبير ، وقيل : بالشام .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.