فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يَحۡلِفُونَ لَكُمۡ لِتَرۡضَوۡاْ عَنۡهُمۡۖ فَإِن تَرۡضَوۡاْ عَنۡهُمۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يَرۡضَىٰ عَنِ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡفَٰسِقِينَ} (96)

وجملة : { يَحْلِفُونَ لَكُمْ } بدل مما تقدّم . وحذف هنا المحلوف به لكونه معلوماً مما سبق ، والمحلوف عليه لمثل ما تقدّم ، وبين سبحانه أن مقصدهم بهذا الحلف هو رضا المؤمنين عنهم ، ثم ذكر ما يفيد أنه لا يجوز الرضا عن هؤلاء المعتذرين بالباطل ، فقال : { فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ } كما هو مطلوبهم مساعدة لهم { فَإِنَّ الله لاَ يرضى عَنِ القوم الفاسقين } وإذا كان هذا هو ما يريده الله سبحانه من عدم الرضا على هؤلاء الفسقة العصاة ، فينبغي لكم أيها المؤمنون أن لا تفعلوا خلاف ذلك ، بل واجب عليكم أن لا ترضوا عنهم على أن رضاكم عنهم لو وقع لكان غير معتدّ به ، ولا مفيد لهم . والمقصود من إخبار الله سبحانه بعدم رضاه عنهم ، نهي المؤمنين عن ذلك ؛ لأن الرضا على من لا يرضى الله عليه مما لا يفعله مؤمن .

/خ99