قوله : { وَمِنَ الأعراب مَن يُؤْمِنُ بالله واليوم الآخر } هذا النوع الثاني من أنواع الأعراب كما تقدّم : أي : يصدّق بهما { وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ } أي : يجعل ما ينفقه في سبيل الله { قربات } وهي : جمع قربة ، وهي ما يتقرب به إلى الله سبحانه ، تقول منه قربت لله قرباناً ، والجمع : قرب وقربات . والمعنى : أنه يجعل ما ينفقه سبباً لحصول القربات { عِندَ الله و } سبباً ل { صلوات الرسول } أي : لدعوات الرسول لهم ، لأنه صلى الله عليه وسلم كان يدعو للمتصدقين ، ومنه قوله : { وَصَلّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صلواتك سَكَن لهُمْ } ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : " اللهمّ صلّ على آل أبي أوفى " ثم إنه سبحانه بين بأن ما ينفقه هذا النوع من الأعراب تقرّباً إلى الله مقبول واقع على الوجه الذي أرادوه ، فقال : { أَلا إِنَّهَا قُرْبَة لهُمْ } فأخبر سبحانه بقبولها خبراً مؤكداً بإسمية الجملة ، وحرفي التنبيه والتحقيق ، وفي هذا من التطييب لخواطرهم ، والتطمين لقلوبهم ما لا يقادر قدره ، مع ما يتضمنه من النعي على من يتخذ ما ينفق مغرماً ، والتوبيخ له بأبلغ وجه ، والضمير في { إنها } راجع إلى «ما » في ما ينفق وتأنيثه باعتبار الخبر .
وقرأ نافع ، في رواية عنه «قُربة » بضم الراء ، وقرأ الباقون : بسكونها تخفيفاً ، ثم فسر سبحانه القربة بقوله : { سَيُدْخِلُهُمُ الله فِي رَحْمَتِهِ } والسين لتحقيق الوعد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.