86 ، 87 ، 88 – { قال ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين * إن هو إلا ذكر للعالمين * ولتعلمن نبأه بعد حين } .
قل يا أيها الرسول لقومك : لا أسألكم على تبليغ الرسالة أجرا ، وما أنا دَعِيُّ كذاب أتكلّف القول بالرسالة وأدّعيه ، بل أنا رسول حقا ، وما هذا القرآن إلا ذكر ورسالة وتذكير من الله تعالى للناس أجمعين ، ولتعرفنّ خبره وأثره وفضله بعد وقت من الزمان ، حين يظهر فضل القرآن ، ويسطع نوره في المشارق والمغارب ، وتفتح البلاد ، وتنضوي تحت علمه بلاد الفرس والروم ، ومصر ومعظم بلاد المعمورة في ذلك الحين ، أو المراد : ستعلمون صدق القرآن عند موتكم ، وعند البعث والحشر والحساب والجزاء .
وكان الحسن البصري يقول : يا ابن آدم ، عند الموت يأتيك الخبر اليقين . ا ه
{ قُلْ مَا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ } أي على القرآن كما روي عن ابن عباس أو على تبليغ ما يوحى إلي أو على الدعاء إلى الله تعالى على ما قيل { مِنْ أَجْرٍ } أي أجراً دنيوياً جل أو قل { وَمَا أَنَا مِنَ المتكلفين } من الذين يتصنعون ويتحلون بما ليسوا من أهله وما عرفتموني قط متصنعاً ولا مدعياً ما ليس عندي حتى انتحل النبوة وأتقول القرآن فأمره صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم عن نفسه هذه المقالة ليس لإعلامهم بالمضمون بل للاستشهاد بما عرفوه منه عليه الصلاة والسلام وللتذكير بما علموه وفي ذلك ذم التكلف .
وأخرج ابن عدي عن أبي برزة قال : «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بأهل الجنة ؟ قلنا : بلى يا رسول الله قال : هم الرحماء بينهم قال : ألا أنبئكم بأهل النار ؟ قلنا : بلى قال : هم الآيسون القانطون الكذابون المتكلفون » وعلامة المتكلف كما أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان » عن ابن المنذر ثلاث أن ينازل من فوقه ويتعاطى ما لا ينال ويقول ما لا يعلم ، وفي «الصحيحين » أن ابن مسعود قال : أيها الناس من علم منكم علماً فليقل به ومن لم يعلم فليقل الله تعالى أعلم قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم : { قُلْ مَا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ المتكلفين } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.