الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{قُلۡ مَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ أَجۡرٖ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُتَكَلِّفِينَ} (86)

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال : قل يا محمد { ما أسألكم } على ما أدعوكم إليه من أجر عرض من الدنيا .

وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن مردويه عن مسروق رضي الله عنه قال : بينما رجل يحدث في المسجد فقال فيما يقول { يوم تأتي السماء بدخان } [ الدخان : 10 ] يكون يوم القيامة يأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم ، ويأخذ المؤمنين منه كهيئة الزكام قال : فقمنا حتى دخلنا على عبد الله رضي الله عنه وهو في بيته ، فأخبرناه وكان متكئاً فاستوى قاعداً فقال : أيها الناس من علم منكم علما فليقل به ، ومن لم يعلم فليقل الله أعلم . قال الله لرسوله صلى الله عليه وسلم { قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين } .

وأخرج الديلمي وابن عساكر عن الزبير رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إني لا ألي من التكلف وصالحو أمتي .

وأخرج أحمد وابن عدي والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان عن شقيق رضي الله عنه قال : دخلت أنا وصاحب لي على سلمان رضي الله عنه ، فقرب إلينا خبزاً وملحاً فقال : لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن التكلف لتكلفت لكم فقال صاحبي لو كان في ملحتنا صعتر ، فبعث مطهرته فرهنها فجاء الصعتر ، فلما أكلنا قال صاحبي : الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا . فقال سلمان رضي الله عنه : لو قنعت ما كانت مطهرتي مرهونة عند البقال .

وأخرج الطبراني والحاكم والبيهقي عن سلمان رضي الله عنه قال : « نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتكلف للضيف » . وأخرج البيهقي عن سلمان رضي الله عنه قال : « أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا نتكلف للضيف ما ليس عندنا ، وأن نقدم ما حضر » .

وأخرج ابن عدي عن أبي برزة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « ألا أنبئكم بأهل الجنة ؟ قلنا بلى يا رسول الله قال : الرحماء بينهم . ألا أنبئكم بأهل النار ؟ قلنا بلى . قال : هم الآيسون ، والقانطون ، والكذابون ، والمتكلفون » . وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن ابن المنذر قال : آية المتكلف ثلاث : تكلف فيما لا يعلم ، وينازل من فوقه ، ويتعاطى ما لا ينال . وأخرج ابن سعد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : من علم علماً فليعلمه ، ولا يقولن ما ليس له به علم ، فيكون من المتكلفين ويمرق من الدين .