فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قُلۡ مَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ أَجۡرٖ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُتَكَلِّفِينَ} (86)

ثم أمر الله سبحانه رسوله أن يخبرهم بأنه إنما يريد بالدعوة إلى الله امتثال أمره لا عرض الدنيا الزائل ، فقال : { قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ } والضمير في { عليه } راجع إلى تبليغ الوحي ، ولم يتقدّم له ذكر ، ولكنه مفهوم من السياق . وقيل : هو عائد إلى ما تقدّم من قوله : { أَءنزِلَ عَلَيْهِ الذكر مِن بَيْنِنَا } [ ص : 8 ] وقيل : الضمير راجع إلى القرآن ، وقيل : إلى الدّعاء إلى الله على العموم ، فيشمل القرآن ، وغيره من الوحي ، ومن قول الرسول صلى الله عليه وسلم . والمعنى : ما أطلب منكم من جعل تعطونيه عليه { وَمَا أَنَا مِنَ المتكلفين } حتى أقول ما لا أعلم إذ أدعوكم إلى غير ما أمرني الله بالدعوّة إليه ، والتكلف : التصنع .

/خ88