ثم أمر الله سبحانه رسوله أن يخبرهم بأنه إنما يريد بالدعوة إلى الله امتثال أمره ، لا عرض الدنيا الزائل فقال : { قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ } الضمير في عليه راجع إلى تبليغ الوحي ولم يتقدم له ذكر ولكنه مفهوم من السياق ، وقيل هو عائد إلى ما تقدم من قوله { أأنزل عليه الذكر بيننا } وقيل : الضمير راجع إلى القرآن ، وقيل إلى الدعاء إلى الله على العموم ، فيشمل القرآن وغيره من الوحي ، ومن قول الرسول صلى الله عليه وسلم ، والمعنى ما أطلب منكم من جعل تعطونيه عليه قال ابن عباس قل يا محمد : ما أسألكم على ما أدعوكم إليه من أجر عرض دنيا .
{ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ } أي من المتصنعين بما ليسوا من أهله حتى انتحل النبوة وأتقول القرآن من تلقاء نفسي وأقول ما لا أعلم أو أدعوكم إلى غير ما أمرني الله بالدعوة إليه ، والتكلف التصنع .
وفي البخاري ومسلم وغيرهما عن مسروق قال : بينما رجل يحدث في المسجد فقال فيما يقول { يوم تأتي السماء بدخان مبين } قال : دخان يكون يوم القيامة يأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم ويأخذ المؤمنين كهيئة الزكام ، قال قمنا حتى دخلنا على عبد الله وهو في بيته وكان متكئا فاستوى قاعدا فقال يا أيها الناس من علم منكم علما فليقل به ، ومن لم يعلم فليقل : الله أعلم فإن من العلم أن يقول العالم لما لا يعلم : الله أعلم قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم : قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين } .
وأخرج البخاري عن عمر قال : " نهينا عن التكلف " ، وأخرج الطبراني والحاكم والبيهقي عن سلمان قال : " نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتكلف للضيف " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.