{ ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون } .
أي : يشركون لتكون عاقبة أمرهم الكفران بما آتيناهم من نعمة النجاة ، وليتمتعوا باجتماعهم على عبادة الأصنام فسوف يعلمون عاقبة ذلك حين يلقون عذاب يوم القيامة .
وذهب بعض المفسرين إلى ان اللام في قوله تعالى : { ليكفروا } . لام الأمر ، وأن الأسلوب مسوق مساق تهديدهم ووعيدهم فهو على حد قوله تعالى : { اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير } . ( فصلت : 40 ) .
أي : واكفروا بنعم الله ، وتمتعوا بلذائذ دنياكم وتجمعوا على عبادة أصنامكم فسوف تعلمون عاقبة كفركم حين تلقون العذاب الشديد .
قوله تعالى : { ليكفروا بما آتيناهم } هذا لام الأمر ، ومعناه التهديد والوعيد ، كقوله : { اعملوا ما شئتم } أي :ليجحدوا نعمة الله في إنجائه إياهم ، { وليتمتعوا } قرأ حمزة ، والكسائي : ساكنة اللام ، وقرأ الباقون بكسرها نسقاً على قوله : ليكفروا ، { فسوف يعلمون } وقيل : من كسر اللام جعلها لام كي وكذلك في ليكفروا ، والمعنى لا فائدة لهم في الإشراك إلا الكفر والتمتع بما يتمتعون به في العاجلة من غير نصيب في الآخرة .
قوله تعالى : " ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا " قيل : هما لام كي أي لكي يكفروا ولكي يتمتعوا وقيل : " إذا هم يشركون " ليكون ثمرة شركهم أن يجحدوا نعم الله ويتمتعوا بالدنيا . وقيل : هما لام أمر معناه التهديد والوعيد أي أكفروا بما أعطيناكم من النعمة والنجاة من البحر وتمتعوا . ودليل هذا قراءة أُبيّ " وتمتعوا " . ابن الأنباري : ويقوي هذا قراءة الأعمش ونافع وحمزة : " وليتمتعوا " بجزم اللام . النحاس : " وليتمتعوا " لام كي ويجوز أن تكون لام أمر ؛ لأن أصل لام الأمر الكسر إلا أنه أمر فيه معنى التهديد . ومن قرأ : " وليتمتعوا " بإسكان اللام لم يجعلها لام كي ؛ لأن لام كي لا يجوز إسكانها ، وهي قراءة ابن كثير والمسيبي وقالون عن نافع وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم الباقون بكسر اللام ، وقرأ أبو العالية : " ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون " تهديد ووعيد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.