تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{قَالَ قَآئِلٞ مِّنۡهُمۡ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٞ} (51)

50

المفردات :

قرين : خليل وصاحب .

التفسير :

51- { قال قائل منهم إني كان لي قرين } .

قال رجل من أهل الجنة في تضاعيف محاوراته وكلامه مع رفاقه ، متسامرا معهم : إني كان لي صاحب ملازم ، وقيل : أراد به شقيقه الكافر الذي وردت قصته في سورة الكهف ، وتبدأ بقوله تعالى : { واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا } . [ الكهف : 32 ] .

وقد أورد ابن كثير في تفسيره للآيات قصة طويلة عن السدّي ، أخرجها ابن أبى حاتم ، خلاصتها : أن الأخوين ورثا عن أبيهما ستة آلاف دينار ، كل أخ أخذ نصيبه ثلاثة آلاف دينار ، أما الكافر فقد اشترى أرضا ونخلا وزرعا بألف ، واشترى رقيقا بألف ، ودفع مهرا لزوجة مقداره ألف ، وأما المؤمن فتصدق بماله ، واشترى من الله تعالى أرض الجنة ، ورقيق الجنة ، والحور العين في الجنة ، ثم تقابلا ، الكافر في حشم وخدم وأتباع ، فسلّم على أخيه ، وسأله أين مالك ؟ هل ضاربت به أو تاجرت به ؟ قالا : لا ، قال : فأين هو ؟ قال : اقترضه المليء الوفيّ ، قال : من ؟ قال : الله ربي ، فانتزع الكافر يده من يده ، ثم قال : { أإنك لمن المصدقين * أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون } . [ الصافات : 52 ، 53 ] .

ثم تمت القصة بأن أدخل الكافر وسط الجحيم ، وأدخل المؤمن الجنة ، وشاهد النخيل والثمار والأنهار التي أعدت له ، كما شاهد الخدم الذين سيخدمونه ، وشاهد قبة من ياقوتة حمراء مجوفة ، فيها حوراء عيناء ، فيقول : لمن هذه ؟ فيقال : هذه لك ، ثم يذكر المؤمن شريكه فيقول : { إني كان لي قرين * يقول أإنك لمن المصدقين . . . }إلى آخر الآيات .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{قَالَ قَآئِلٞ مِّنۡهُمۡ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٞ} (51)

قوله تعالى : { قال قائل منهم } يعني : من أهل الجنة : { إني كان لي قرين } في الدنيا ينكر البعث . قال مجاهد : كان شيطاناً . وقال الآخرون : كان من الإنس . وقال مقاتل : كانا أخوين . وقال الباقون : كانا شريكين أحدهما كافر اسمه قطروس ، والآخر مؤمن اسمه يهوذا ، وهما اللذان قص الله تعالى خبرهما في سورة الكهف في قوله تعالى : { واضرب لهم مثلاً رجلين } .