ثم أخْبَرَ تعالى عَنْ قَوْلِ قائِلٍ منهم في قِصَّتِهِ ، وهو مثالٌ لِكُلِّ مَنْ لَهُ قَرِينُ سَوْءٍ ، فَيُعْطِي هَذَا المثالُ التَّحَفُّظَ مِنْ قُرَنَاءِ السوءِ . قال الثعلبيُّ : قوله : { إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ } قال مجاهد : كان شَيْطَاناً ، انتهى . وقال ابنُ عباس وغيره : كان هذانِ منَ البَشَرِ ؛ مُؤمِنٌ وكَافِرٌ ، وقال فُرَاتُ بْنُ ثَعْلَبَةَ البَهْرَانِيُّ في قَصَصِ هَذَيْنِ : إنَّهُمَا كَانَا شَرِيكَيْنِ بثمانيةِ آلاف دينارٍ ، فكَانَ أحدُهُمَا مَشْغُولاً بِعِبَادةِ اللَّهِ ، وكان الآخرُ كافراً مُقْبِلاً على مَالِهِ ، فَحَلَّ الشَّرِكَةَ مع المؤمِنِ وَبقيَ وَحْدَه لِتَقْصِيرِ المؤمِنِ في التِّجَارَةِ ، وجَعَلَ الكَافِرُ كُلَّمَا اشْتَرَى شَيْئاً من دَارٍ أو جَاريةٍ أو بستانٍ ونحوِهِ ، عرضه عَلى المؤمِنِ وفَخَرَ عليه ، فَيَمْضِي المؤمِنُ عندَ ذلكَ ، وَيَتَصَدَّقُ بنحوِ ذلك ؛ لِيَشْتَرِي بِه من اللَّهِ تعالى في الجَنَّةِ ، فكانَ مِنْ أمرِهمَا في الآخِرَةِ ما تَضَمَّنَتْهُ هذه الآية ، وحكى السُّهَيْلِيُّ أن هذين الرجلَيْنِ هما المذكورانِ في قوله تعالى : { واضرب لَهُمْ مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أعناب } الآية [ الكهف : 32 ] انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.