تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ رَءَاهُ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡمُبِينِ} (23)

15

المفردات :

رآه : رأى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم جبريل بصورته الحقيقية .

التفسير :

23- ولقد رآه بالأفق المبين .

رأى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل على صورته الحقيقية بين السماء والأرض ، بالأفق الأعلى الواضح المظهر ، لما يرى فيه من جهة المشرق ، وهي الرؤية الأولى بمكة ، الواقعة عند غار حراء .

ثم رأى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل على صورته الحقيقية مرة أخرى عند سدرة المنتهى ، وذكر ذلك في صدر سورة النجم .

قال تعالى : والنجم إذا هوى* ما ضلّ صاحبكم وما غوى* وما ينطق عن الهوى* إن هو إلا وحي يوحى* علمه شديد القوى* ذو مرّة فاستوى* وهو بالأفق الأعلى* ثم دنا فتدلّى* فكان قاب قوسين أو أدنى* فأوحى إلى عبده ما أوحى* ما كذب الفؤاد ما رأى* أفتمارونه على ما يرى* ولقد رآه نزلة أخرى* عند سدرة المنتهى . ( النجم : 1-14 ) .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ رَءَاهُ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡمُبِينِ} (23)

ولما كان المجنون لا يثبت ما يسمعه{[71959]} ولا ما يبصره حق الإثبات ، فكان التقدير بعد هذا النفي : فلقد سمع من رسولنا إليه ما أرسل به حق السمع ، ما التبس عليه فيه-{[71960]} حق بباطل ، عطف عليه-{[71961]} الإخبار برفعة شأنه في رؤية ما لم يره غيره-{[71962]} وأمانته وجوده فقال : { ولقد رآه } أي المرسل إليه وهو جبريل عليه الصلاة والسلام على{[71963]} صورته الحقيقية ليلة المعراج وبعرفات ، جامعاً إلى حس السمع حس البصر { بالأفق المبين * } أي الأعلى الذي هو عند سدرة المنتهى ، حيث لا يكون لبس أصلاً ، ولا يكون لشيطان على ذلك المكان سبيل فعرفه حق المعرفة ، وقال البيضاوي{[71964]} : بمطلع الشمس الأعلى - يعني{[71965]} وهو مشرق الأنوار ، والأفق : الناحية التي تفوق وتعلو .


[71959]:من ظ و م، وفي الأصل: معه.
[71960]:زيد من ظ و م.
[71961]:زيد من ظ و م.
[71962]:زيد من ظ و م.
[71963]:من، وفي الأصل و ظ: في.
[71964]:راجع أنوار التنزيل ص: 786.
[71965]:من ظ و م، وفي الأصل: بمعنى.