اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَلَقَدۡ رَءَاهُ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡمُبِينِ} (23)

قوله تعالى : { وَلَقَدْ رَآهُ بالأفق المبين } ، أي : لقد رأى جبريل في صورته في ستمائة جناح { بالأفق المبين } أي : حيث تطلع الشمس من قبل المشرق .

وقيل : «بالأفق المبين » ؛ أقطار السماء ونواحيها .

قال الماورديُّ : فعلى هذا ففيه ثلاثة أقوال :

الأول : أنه رآه في الأفق الشرقيِّ . قاله سفيان .

الثاني : في أفق السماء الغربي ، حكاه{[59503]} ابن شجرة .

الثالث : أنه رآه نحو «أجياد » ، وهو مشرق «مكة » ، قاله مجاهد{[59504]} .

وقيل : إنَّ محمداً صلى الله عليه وسلم رأى ربه - عز وجل - بالأفق المبينِ ، وهو قول ابن مسعود وقد تقدم ذلك في سورة «والنجم » .

وفي «المُبينِ » قولان :

أحدهما : أنه صفة للأفق ، قاله الربيع .

الثاني : أنَّه صفة لمن رآه ، قاله مجاهد .


[59503]:في ب: قاله.
[59504]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/472) عن مجاهد وينظر تفسير الماوردي (6/218) والقرطبي (19/157).