تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَقَدۡ رَءَاهُ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡمُبِينِ} (23)

الآية 23 : وقوله تعالى : { ولقد رآه بالأفق المبين } قال الحسن : إنه صلى الله عليه وسلم رأى ربه بقلبه ، أي عظمته وسلطانه من وجه ، لا يقع به تشابه ، وخص بالأفق لأنه من الأفق تنزل الملائكة وأنواع الخير كلها ، أو المراد من ذلك الأماكن كلها .

[ وقال ]{[23204]} غيره من أهل التفسير : صرف الرؤية إلى جبرائيل عليه السلام ، وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل جبرائيل عليه السلام أن يراه على صورته ، فقال له جبرائيل عليه السلام ، إن الأرض لا تسعني ، ولكن إذا صليت الفجر فانظر إلى أفق السماء ، فهنالك تراني ، ففعل ، فرآه صورته ، ثم دنا منه { فكان قاب قوسين أو أدنى } [ النجم : 9 ] .

فذكر الأفق لأن الشيء من البعد لا يتهيأ أن يرى من أقطار الأرض ، لذلك خص الأفق لأن الشيء ، إن كان كذلك ، تقع رؤيته مما بعد ، والله أعلم .


[23204]:في الأصل وم: و.