فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَقَدۡ رَءَاهُ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡمُبِينِ} (23)

{ ولقد رآه بالأفق المبين } اللام جواب قسم محذوف أي وتالله لقد رأى محمد صلى الله عليه وآله وسلم جبريل بمطلع الشمس من قبل المشرق ، لأن هذا الأفق إذا كانت الشمس تطلع منه فهو مبين ، لأن من جهته ترى الأشياء وهذه الرؤية هي الواقعة في غار حراء حين رآه على كرسي بين السماء والأرض ، وقيل الأفق المبين أقطار السماء ونواحيها .

وإنما قال سبحانه ذلك مع أنه قد رآه هذه غير مرة لأنه رآه هذه المرة في صورته له ستمائة جناح .

قال سفيان : إنه رآه في أفق السماء الشرقي أي لأنه كان في المشرق من حيث تطلع الشمس ، وقال ابن بحر في أفق السماء الغربي ، وقال مجاهد : رآه نحو أجياد وهو مشرق مكة ، والمبين صفة للأفق ، قاله الربيع : وقيل صفة لمن رآه قال مجاهد .

وقيل معنى الآية ولقد رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل ، وقد تقدم في هذا في سورة النجم .

قال ابن عباس في الآية إنما عنى جبريل أن محمدا صلى الله عليه وسلم وآله وسلم رآه في صورته عند سدرة المنتهى ، والأفق المبين السماء السابعة .