النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَلَقَدۡ رَءَاهُ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡمُبِينِ} (23)

{ ولقد رآه بالأفق المبين } وفي الذي رآه قولان :

أحدهما : أنه رأى ربه بالأفق المبين ، وهو معنى قول ابن مسعود .

الثاني : رأى جبريل بالأفق المبين على صورته التي هو عليها ، وفيها قولان :

أحدهما : أنه رآه ببصره ، قاله ابن عباس وعائشة .

الثاني : بقلبه ، ولم يره ببصره ، قاله أبو ذر .

وفي " الأفق " قولان :

أحدهما : أنه مطلع الشمس .

الثاني : أقطار السماء ونواحيها ، قال الشاعر{[3214]} :

أخَذْنا بآفاقِ السماءِ عليكمُ *** لنا قَمَراها والنُّجومُ الطّوالعُ

فعلى هذا فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنه رآه في أفق السماء الشرقي ، قاله سفيان .

والثاني : في أفق السماء الغربي ، حكاه ابن شجرة .

الثالث : أنه رآه نحو أجياد ، وهو مشرق مكة ، قاله مجاهد ،


[3214]:هو الفرزدق.