نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَلَقَدۡ رَءَاهُ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡمُبِينِ} (23)

ولما كان المجنون لا يثبت ما يسمعه{[71959]} ولا ما يبصره حق الإثبات ، فكان التقدير بعد هذا النفي : فلقد سمع من رسولنا إليه ما أرسل به حق السمع ، ما التبس عليه فيه-{[71960]} حق بباطل ، عطف عليه-{[71961]} الإخبار برفعة شأنه في رؤية ما لم يره غيره-{[71962]} وأمانته وجوده فقال : { ولقد رآه } أي المرسل إليه وهو جبريل عليه الصلاة والسلام على{[71963]} صورته الحقيقية ليلة المعراج وبعرفات ، جامعاً إلى حس السمع حس البصر { بالأفق المبين * } أي الأعلى الذي هو عند سدرة المنتهى ، حيث لا يكون لبس أصلاً ، ولا يكون لشيطان على ذلك المكان سبيل فعرفه حق المعرفة ، وقال البيضاوي{[71964]} : بمطلع الشمس الأعلى - يعني{[71965]} وهو مشرق الأنوار ، والأفق : الناحية التي تفوق وتعلو .


[71959]:من ظ و م، وفي الأصل: معه.
[71960]:زيد من ظ و م.
[71961]:زيد من ظ و م.
[71962]:زيد من ظ و م.
[71963]:من، وفي الأصل و ظ: في.
[71964]:راجع أنوار التنزيل ص: 786.
[71965]:من ظ و م، وفي الأصل: بمعنى.