قل الله يحييكم : يخرجكم إلى الوجود بعد أن كنتم نطفا .
ثم يجمعكم إلى يوم القيامة : ثم يجمعكم أحياء في يوم القيامة .
لا ريب فيه : لاشك فيه ، فإن من قدر على الابتداء في الخلق قادر على الإعادة .
26- { قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ولكن أكثر الناس لا يعلمون } .
إن الله تعالى هو الذي أحياكم حين كنتم نطفة في ظهور آبائكم ، ثم يميتكم عند انتهاء آجالكم ، فالحياة والموت بيد الله وحده ، لا بيد الأيام والليالي أو الدهر كما زعمتم ، ثم يبعثكم ويجمعكم يوم القيامة لا شك في حصوله ، حتى يجازي كل إنسان بما عمل ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون قدرة الله على البعث لإعراضهم عن التفكر في الدلائل .
وفي معنى هذه الآية قوله تعالى : { الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور } . ( الملك : 2 ) .
وقوله سبحانه : { كما بدأنا أول خلق نعيده . . . } ( الأنبياء : 104 ) .
وقوله عز وجل : { وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم } . ( الروم : 27 ) .
{ قل الله يحييكم ثم يميتكم } : أي قل لهم يا رسولنا الله الذي يحييكم حين كنتم نطفاً ميتة ، ثم يميتكم .
{ ثم يجمعكم إلى يوم القيامة } : أي ثم بعد الموت يجمعكم إلى يوم القيامة للحساب والجزاء .
{ لا ريب فيه } : أي يوم القيامة الذي لا ريب ولا شك في مجيئه في وقته المحدد له .
{ ولكن أكثر الناس لا يعلمون } : أي لا يعلمون لعدم تلقيهم العلم عن الوحي الإلهي لكفرهم بالرسل والكتب .
فقال تعالى في رد هذه الشبهة وبيان الحق في المسألة { قل الله يحييكم ثم يميتكم ، ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ولكن أكثر الناس لا يعلمون } أي قل يا رسولنا لهؤلاء الدهريين المنكرين للبعث ، الله يحييكم إذ كنتم نطفاً ميتة فأحياكم ، ثم يميتكم بدون اختياركم ، فالقادر على الإحياء والإماتة وفعلا هو يحيي ويميت لا يحيل العقل أن يحيي من أحياهم ثم أماتهم ، وإنما لم يحيهم اليوم كما طلبتم ؛ لأنه لا فائدة من إحيائهم بعد أن أحياهم ثم أماتهم ، هذا أولاً ، وثانياً إحياؤه لكم اليوم يتنافى مع الحكمة العالية في خلق هذه الحياة الدنيا والآخرة إذ خلقوا ليعملوا ، ثم يجازوا بأعمالهم خيرها وشرها . ولهذا قال ثم يجمعكم أي أحياء في يوم القيامة للحساب والجزاء . وقوله لا ريب فيه أي لا شك في وقوعه ومجيئه ، إذ مجيئه حتمي لقيام الحياة الدنيا كلها عليه . ولكن أكثر الناس لا يعلمون هذا لأمرين : الأول أنهم لا يفكرون ولا يتعقلون ، والثاني أنهم لتكذيبهم بالوحي الإلهي سدوا في وجوههم طريق العلم الصحيح فهم لا يعلمون ، ولا يعلمون حتى يؤمنوا بالوحي ويسمعوه ويتفهموه .
- عدم إحياء الله تعالى للمطالبين بحياة من مات حتى يؤمنوا لم يكن عن عجز بل لأنه يتنافى مع الحكمة التي دار عليها الكون كله .
- بيان أن أكثر الناس لا يعلمون وذلك لأنهم كذبوا بالوحي الإلهي في الكتاب والسنة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.