تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَرَفَعۡنَا لَكَ ذِكۡرَكَ} (4)

المفردات :

ورفعنا لك ذكرك : بالنبوة والرسالة ، كأن جعلتك تذكر مع ذكري في الأذان والإقامة والتشهد والخطبة وغيرها .

التفسير :

4- ورفعنا لك ذكرك .

رفع الله له ذكره ، فختم به النبيين ، وجعل شريعته خاتمة الشرائع ، وجعلها باقية إلى يوم القيامة ، وأنزل عليه القرآن الكريم .

وملايين المآذن تردد الأذان ، وفيه شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويتكرر ذلك في التّشهد ، وفي خطبة الجمعة ، وفي كثير من الأمور .

وقد جعل الله على يدي رسوله محمد صلى الله عليه وسلم إنقاذ أعداد غفيرة من الناس من رق الأوهام ، وفساد الأحلام ، ورجع إلى الفطرة ، وحررهم من عبادة الأوثان والأصنام والشموس والأقمار .

قال حسان بن ثابت :

وضم الإله اسم النبي إلى اسمه *** إذا قال في الخمس المؤذن أشهد

وشقّ له من اسمه ليجله *** فذو العرش محمود وهذا محمد

وقال قتادة : رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة . اه .

أي : جعل شريعته ورسالته خاتمة الشرائع ، ورفع ذكره في الآخرة حيث أعطاه الله الشفاعة العظمى التي اختصه الله تعالى بها .

وقال آخرون : رفع الله ذكره في الأولين والآخرين ، ونوّه به حين أخذ الميثاق على جميع النبيين أن يؤمنوا به ، وأن يأمروا أممهم بالإيمان به .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَرَفَعۡنَا لَكَ ذِكۡرَكَ} (4)

{ ورفعنا لك ذكرك } أي : نوهنا باسمك ، وجعلناه شهيرا في المشارق والمغارب ، وقيل : معناه : اقتران ذكره بذكر الله في الأذان ، والخطب ، والتشهد ، وفي مواضع من القرآن ، وقد روي في هذا حديث أن الله قال له : " إذا ذكرت ذكرت معي " . فإن قيل : لم قال : { لك ذكرك } { ولك صدرك } مع أن المعنى مستقل دون ذلك ؟ فالجواب أن قوله { لك } يدل على الاعتناء به والاهتمام بأمره .