تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{يَسۡتَعۡجِلُ بِهَا ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِهَاۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مُشۡفِقُونَ مِنۡهَا وَيَعۡلَمُونَ أَنَّهَا ٱلۡحَقُّۗ أَلَآ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُمَارُونَ فِي ٱلسَّاعَةِ لَفِي ضَلَٰلِۭ بَعِيدٍ} (18)

المفردات :

مشفقون منها : خائفون منها .

يمارون : يجادلون ويشككون .

التفسير :

18- { يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد } .

كان الكفار يسألون عن الساعة سؤال مستهزئ مكابر ، يتمنى وقوع القيامة ليعرف من هو المصيب ، الكافرون أم المؤمنون ، وكان كفار مكة يقولون : ليست القيامة تقوم حتى يظهر حال ما نحن عليه ، وما عليه محمد وأصحابه ، وكان المؤمنون يشفقون من قيام الساعة خوفا من الحساب واستصغارا لحسناتهم ، وإعظاما لمواقف القيامة من البعث والحشر والصراط والميزان والحساب ، مع يقينهم بأن القيامة حق لا ريب فيها ، ومع تمكن اليقين في قلوبهم والثقة بفضل الله وعدله .

{ ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد } .

إن الذين ينكرون وقوع القيامة ، ويستبعدون الحياة بعد الموت في ضلال شديد ، لأن الله هو الذي أوجد الإنسان من العدم ، وهو الذي خلق السماوات والأرض .

قال تعالى : { كما بدأنا أول خلق نعيده . . . } ( الأنبياء : 104 ) .

وقال تعالى : { وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه . . . } ( الروم : 28 ) .

وقال تعالى : { أيحسب الإنسان أن يترك سدى * ألم يك نطفة من مني يمنى * ثم كان علقة فخلق فسوّى * فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى * أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى } . ( القيامة : 32-45 ) .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{يَسۡتَعۡجِلُ بِهَا ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِهَاۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مُشۡفِقُونَ مِنۡهَا وَيَعۡلَمُونَ أَنَّهَا ٱلۡحَقُّۗ أَلَآ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُمَارُونَ فِي ٱلسَّاعَةِ لَفِي ضَلَٰلِۭ بَعِيدٍ} (18)

{ يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها } استعجال استهزاء وإنكار . { والذين آمنوا مشفقون منها } خائفون من قيامها مع اعتناء بها ؛ أنهم لا يدرون ما الله فاعل بهم ؛ من الإشفاق وهو عناية مشوبة بخوف ، لأن المشفق يحب المشفق عليه ويخاف ما يلحقه . فإذا عدي بمن فمعنى الخوف فيه أظهر ، وإذا عدي بفي فمعنى العناية فيه أظهر ؛ كما في قوله تعالى : " إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين " {[305]} .


[305]:آية 26 الطور.
 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{يَسۡتَعۡجِلُ بِهَا ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِهَاۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مُشۡفِقُونَ مِنۡهَا وَيَعۡلَمُونَ أَنَّهَا ٱلۡحَقُّۗ أَلَآ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُمَارُونَ فِي ٱلسَّاعَةِ لَفِي ضَلَٰلِۭ بَعِيدٍ} (18)

قوله تعالى : { يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها } ظناً منهم أنها غير آتية ، { والذين آمنوا مشفقون } أي : خائفون { منها ويعلمون أنها الحق } أنها آتية لا ريب فيها ، { ألا إن الذين يمارون } يخاصمون ، وقيل : يدخلهم المرية والشك . { في الساعة لفي ضلال بعيد* }

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{يَسۡتَعۡجِلُ بِهَا ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِهَاۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مُشۡفِقُونَ مِنۡهَا وَيَعۡلَمُونَ أَنَّهَا ٱلۡحَقُّۗ أَلَآ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُمَارُونَ فِي ٱلسَّاعَةِ لَفِي ضَلَٰلِۭ بَعِيدٍ} (18)

قوله تعالى : " يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها " يعني على طريق الاستهزاء ، ظنا منهم أنها غير آتية ، أو إيهاما للضعفة أنها لا تكون . " والذين آمنوا مشفقون منها " أي خائفون وجلون لاستقصارهم أنفسهم مع الجهد في الطاعة ، كما قال : " والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون " {[13485]} [ المؤمنون : 60 ] . " ويعلمون أنها الحق " أي التي لا شك فيها . " ألا إن الذين يمارون في الساعة " أي يشكون ويخاصمون في قيام الساعة . " لفي ضلال بعيد " أي عن الحق وطريق الاعتبار ؛ إذ لو تذكروا لعلموا أن الذي أنشأهم من تراب ثم من نطفة إلى أن بلغوا ما بلغوا ، قادر على أن يبعثهم .


[13485]:آية 60 سورة المؤمنون.