تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{بَيۡنَهُمَا بَرۡزَخٞ لَّا يَبۡغِيَانِ} (20)

14

المفردات :

مرج البحرين : أرسل البحرين العذب والملح .

يلتقيان : يتجاوران وتتماس سطوحهما ، لا فصل بينهما في رأى العين .

برزخ : حاجز .

لا يبغيان : لا يبغي أحدهما على الآخر ، بالممازجة وإبطال خاصته .

التفسير :

19 ، 20 ، 21- { مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَ يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } .

مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ : أرسلهما .

والمعنى : أرسل الله تعالى البحرين – الملح والعذب – وجعلهما يلتقيان في أطرافهما ، كما يلتقي ماء النيل بالبحر الأبيض المتوسط عند دمياط ورشيد ، وهذا الالتقاء والتمازج في الأطراف لم يجعل أحدهما يبغي على الآخر ، فيفقده خاصته ، لأنه تعالى جعل بينهما حاجزا يمنع التمازج الكلّي بينهما .

قال تعالى : { وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا } . ( الفرقان : 53 ) .

قال المفسرون :

أما التقاؤهما فيكون عند مصابِّ الأنهار في البحار ، وأمَّا البرزخ الذي بينهما فهو القدرة الإلهية التي منعت أن يبغي الماء الملح على العذب فيحوله إلى ملح ، أو أن يبغي العذب على الملح فيحوله إلى عذب ، فبقي كلاهما يؤدي وظيفته التي خُلق لها .

قال ابن كثير :

والمراد بالبحرين : الملح والحلو ، فالملح هذه البحار ، والحلو هذه الأنهار السارحة بين الناس ، وجعل الله بينهما برزخا ، وهو الحاجز من الأرض ، لئلا يبغي هذا على هذا ، فيفسد كل واحد منهما الآخر .

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ .

بأيّ نعم الله تعالى المذكورة في تيسير الماء العذب من الأنهار ، وتيسير الماء الملح من البحار ، ولكل منهما منافع متعددة لكم ، بأيها تكذبان يا معشر الجن والإنس ؟ ونقول نحن : لا بشيء من نعمك ربنا نكذب ، فلك الحمد .

   
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{بَيۡنَهُمَا بَرۡزَخٞ لَّا يَبۡغِيَانِ} (20)

برزخ : حاجز .

لا يبغيان : لا يطغى أحدهما على الآخر فيمتزجان .

فقد حجَز بينهما ربُّهما بحاجزٍ من قدرته .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{بَيۡنَهُمَا بَرۡزَخٞ لَّا يَبۡغِيَانِ} (20)

شرح الكلمات :

{ بينهما برزخ لا يبغيان } : أي بينهما حاجز لا يبغى أحدهما على الآخر فيختلط به .

/د19

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{بَيۡنَهُمَا بَرۡزَخٞ لَّا يَبۡغِيَانِ} (20)

ولكن الله تعالى جعل بينهما برزخا من الأرض ، حتى لا يبغي أحدهما على الآخر ، ويحصل النفع بكل منهما ، فالعذب منه يشربون وتشرب أشجارهم وزروعهم ، والملح به يطيب الهواء ويتولد الحوت والسمك ،

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{بَيۡنَهُمَا بَرۡزَخٞ لَّا يَبۡغِيَانِ} (20)

قوله تعالى : { بينهما برزخ } حاجز من قدرة الله تعالى ، { لا يبغيان } لا يختلطان ولا يتغيران ولا يبغي أحدهما على صاحبه . وقال قتادة : لا يطغيان على الناس بالغرق . وقال الحسن : مرج البحرين يعني بحر الروم وبحر الهند ، وأنتم الحاجز بينهما . وعن قتادة أيضاً : بحر فارس وبحر الروم بينهما برزخ يعني الجزائر . قال مجاهد والضحاك : بحر السماء وبحر الأرض يلتقيان كل عام .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{بَيۡنَهُمَا بَرۡزَخٞ لَّا يَبۡغِيَانِ} (20)

{ بينهما برزخ } حاجز من قدرة الله { لا يبغيان } لا يختلطان ولا يجاوزان ما قدر الله لهما فلا الملح يختلط بالعذب ولا العذب يختلط بالملح

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{بَيۡنَهُمَا بَرۡزَخٞ لَّا يَبۡغِيَانِ} (20)

{[61869]}ولما كان التقاء المايعين ولا سيما مع الاضطراب الدائم الاختلاط فيحيل ما لأحدهما أو لكل منهما من الصفات إلى الصفات الأخرى ، فتشوفت النفس إلى المانع{[61870]} من مثل ذلك في البحرين ، قال{[61871]} مستأنفاً : { بينهما برزخ } أي حاجز عظيم من القدرة المجردة على الأول وتسيب الأرض على الثاني يمنعهما مع{[61872]} الالتقاء من الاختلاط ، وقال ابن برجان : البرزخ ما ليس هو بصريح هذا ولا بصريح هذا ، فكذلك السهل والجبل بينهما برزخ يسمى الخيف ، كذلك الليل والنهار بينهما برزخ يسمى غبشاً ، كذلك بين الدنيا والآخرة برزخ ليس من هذا ولا من هذا ولا هو خارج عنهما ، وكذلك الربيعان هما{[61873]} برزخان بين الشتاء والصيف بمنزلة غبش أول النهار وغبش آخره ، جعل بين{[61874]} كل صنفين من الموجودات برزخاً ليس من هذا ولا من هذا وهو منهما كالجماد والنبات والحيوان{[61875]} .

ولما كانت نتيجة ذلك كذلك قال : { لا يبغيان * } أي لا يطغيان في هلاك الناس كما طغيا فأهلكا من على الأرض أيام نوح عليه الصلاة والسلام ، ولا يبغي واحد منهما على الآخر بالممارجة ، ولا يتجاوزان ما حده لهما خالقهما ومدبرهما لا في الظاهر ولا في الباطن ، فمتى حفرت على جنب المالح وجدت الماء العذب ، وإن قربت الحفرة منه بل كلما قربت كان أحلى ، فخلطهما الله سبحانه في رأى العين وحجز بينهما في رأى عين القدرة ، هذا وهما جمادان لا نطق لهما ولا إدراك ، فكيف يبغي بعضكم على بعض أيها المدركون العقلاء .


[61869]:- سقط ما بين الرقمين من ظ.
[61870]:- في ظ: المنافع.
[61871]:- من ظ، وفي الأصل: فقال.
[61872]:- في ظ: من.
[61873]:- من ظ، وفي الأصل: هو.
[61874]:- من ظ، وفي الأصل: سر.
[61875]:- من ظ، وفي الأصل: الحيوانات.
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{بَيۡنَهُمَا بَرۡزَخٞ لَّا يَبۡغِيَانِ} (20)

{ بينهما برزخ لا يبغيان }

{ بينهما برزخ } حاجز من قدرته تعالى { لا يبغيان } لا يبغي واحد منهما على الآخر فيختلط به .

 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{بَيۡنَهُمَا بَرۡزَخٞ لَّا يَبۡغِيَانِ} (20)

بينهما حاجز ، فلا يطغى أحدهما على الآخر ، ويذهب بخصائصه ، بل يبقى العذب عذبًا ، والملح ملحًا مع تلاقيهما .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{بَيۡنَهُمَا بَرۡزَخٞ لَّا يَبۡغِيَانِ} (20)

لكن الله حال بينهما ببرزخ فلا يلتقيان وهو قوله سبحانه : { بينهما برزخ لا يبغيان } . والبرزخ معناه الحاجز . أي بين البحر والنهر حاجز أو مانع فلا يبغي أحدهما على الآخر بالممازجة فكل واحد منهما لا يجاوز حده ، وذلك بما خلق الله من أسباب تحول دون تلاقي البحر والنهر أو تمازجهما معا .

ومن جملة الأسباب طبيعة الأرض في شكلها الكروي ليكون كل جزء من أجزاء الأرض في معزل عن الآخر . وكذلك الجاذبية المطردة المتبادلة بين الأرض والقمر ليستديم التجادب والانشداد المتوازن بين القمر ، وأجزاء الأرض فلا يمتزج واحد من أجزائها بغيره . وبذلك يستقر كل واحد من الخلقين في مكانه المعلوم فلا يلتقيان ولا يبغيان ،