فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{بَيۡنَهُمَا بَرۡزَخٞ لَّا يَبۡغِيَانِ} (20)

{ بينهما برزخ } أي حاجز يحجز بينهما وقيل البرزخ الجزائر .

{ لا يبغيان } أي لا يبغي أحدهما على الآخر ، بأن يدخل فيه ويختلط به ، وقيل : لا يتغيران ، وقيل : لا يطغيان على الناس بالغرق قال ابن عباس : أرسل البحرين بينهما حاجز لا يختلطان بينهما من البعد ما لا يبغي كل واحد منهما على صاحبه ، وفي الخطيب لا يتجاوز كل واحد منهما ما حده له خالقه ، لا في الظاهر ولا في الباطن حتى إن العذب الداخل في الملح باق على حاله ، لم يمتزج بالملح فمتى حفرت في جنب الملح في بعض الأماكن وجدت الماء العذب ، قال البقاعي : بل كلما قربت الحفرة من الملح كان الماء الخارج منها أحلى ، فخلطهما الله تعالى في رأي العين وحجز بينهما في غيب القدرة ، هذا وهما جمادان لا نطق لهما ولا إدراك فكيف يبغي بعضكم على بعض أيها العقلاء ؟