تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلۡفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٖ} (7)

ديون الشر

{ كلاّ إن كتاب الفجّار لفي سجّين 7 وما أدراك ما سجّين 8 كتاب مرقوم 9 ويل يومئذ للمكذبين 10 الذين يكذّبون بيوم الدين 11 وما يكذّب به إلا كل معتد أثيم 12 إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين 13 كلاّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون 14 كلاّ إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون 15 ثم إنهم لصالوا الجحيم 16 ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذّبون 17 }

المفردات :

كلا : ردع وزجر وانتهار لهم .

كتاب الفجار : ما يكتب من أعمالهم .

لفي سجين : لمثبت في ديوان الشر .

التفسير :

7- كلاّ إن كتاب الفجّار لفي سجّين .

كلاّ . ردع وزجر لهم عن تطفيف الكيل والميزان ، أو عن التكذيب بالآخرة ، إن كتاب أعمال الفجار الذين شقّوا عصا الطاعة واقترفوا الموبقات ، لفي مكان ضيق في أسفل سافلين .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلۡفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٖ} (7)

{ إن كتاب الفجار . . . } أي إن ما يكتب من أعمالهم السيئة – لمثبت في ديوان الشر الجامع لأعمال فجار الثقلين . والمراد بهم هنا : الكفار والفسقة الذي منهم المطففون . وأصل سجين : وصف من السجن بمعنى الحبس ؛ مصدر سجنه يسجنه سجنا : أي حبسه . أطلق على هذا الكتاب لأنه سبب الحبس والتضييق في جهنم . وقيل : هو شر موضع في جهنم .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلۡفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٖ} (7)

سجِّين : اسمُ الكتاب الذي تُكتب فيه أعمالهم .

وبعد أن ذكر اللهُ تعالى أنه لا يزاول التطفيفَ ونقصَ الميزان إلا من ينكر يومَ القيامة والبعثَ والجزاء ، أمر هنا بالكفّ عما هم فيه ، وذكر أن الفجّارَ ، كما سمّاهم ، قد أُعدّ لهم كتابٌ أُحصيتْ فيه جميع أعمالهم ليحاسَبوا عليها .

{ كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الفجار لَفِي سِجِّينٍ ، كِتَابٌ مَّرْقُومٌ }

كفّوا عما أنتم عليه ، فهناك سِجِلٌ لأعمال الفجّار فيه جميعُ أعمالهم اسمه سِجّين .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلۡفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٖ} (7)

{ 7 - 17 } { كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ * وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ * كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ * ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ * ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ }

يقول تعالى : { كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ } [ وهذا شامل لكل فاجر ] من أنواع الكفرة والمنافقين ، والفاسقين { لَفِي سِجِّينٍ }

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلۡفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٖ} (7)

قوله عز وجل :{ كلا } ردع ، أي ليس الأمر على ما هم عليه فليرتدعوا ، وتمام الكلام ها هنا ، وقال الحسن : { كلا } ابتداء يتصل بما بعده على معنى حقاً ، { إن كتاب الفجار } الذي كتبت فيه أعمالهم ، { لفي سجين } قال عبد الله بن عمر ، وقتادة ، ومجاهد ، والضحاك : { سجين } هي الأرض السابعة السفلى فيها أرواح الكفار .

أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أنبأنا أبو إسحاق الثعلبي ، أنبأنا الحسين بن محمد ابن فنجويه ، حدثنا موسى بن محمد ، حدثنا الحسن بن علوية ، أنبأنا إسماعيل بن عيسى ، حدثنا المسيب ، حدثنا الأعمش ، عن المنهال ، عن زاذان ، عن البراء قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سجين أسفل سبع أرضين ، وعليون في السماء السابعة تحت العرش " . وقال سمرة بن عطية : جاء ابن عباس إلى كعب الأحبار فقال : أخبرني عن قول الله عز وجل : { إن كتاب الفجار لفي سجين } فقال : إن روح الفاجر يصعد بها إلى السماء فتأبى السماء أن تقبلها ثم يهبط بها إلى الأرض ، فتأبى الأرض أن تقبلها فتدخل تحت سبع أرضين حتى ينتهى بها إلى سجين ، وهو موضع جند إبليس ، فيخرج لها من سجين من تحت جند إبليس رق فيرقم ويختم ، ويوضع تحت جند إبليس ، لمعرفتها الهلاك بحساب يوم القيامة ، وإليه ذهب سعيد بن جبير ، قال : سجين تحت جند إبليس . وقال عطاء الخراساني : هي الأرض السفلى ، وفيها إبليس وذريته . وقال الكلبي : هي صخرة تحت الأرض السابعة السفلى خضراء ، خضرة السماء منها يجعل كتاب الفجار فيها . وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد أيضاً قال : { سجين } صخرة تحت الأرض السفلى ، تقلب ، فيجعل كتاب الفجار فيها . وقال وهب : هي آخر سلطان إبليس . وجاء في الحديث : " الفلق جب في جهنم مغطى ، وسجين جب في جهنم مفتوح " . وقال عكرمة : { لفي سجين } أي : لفي خسار وضلال . وقال الأخفش : هو فعيل من السجن ، كما يقال : فسيق وشريب ، معناه : لفي حبس وضيق شديد .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلۡفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٖ} (7)

ولما أنهى {[72154]}سبحانه ما أراد{[72155]} من تعظيم ذلك اليوم-{[72156]} والتعجيب ممن لم يفده براهينه أن يجوزه والإنكار عليه ، وكان مع ما فيه من التقريع مفهماً للتقرير ، نفى بأداة الردع للمبالغة في النفي مضمون ما وقع الاستفهام عنه فقال : { كلا } {[72157]}أي لا{[72158]} يظن أولئك ذلك بوجه من الوجوه لكثافة طباعهم ووقوفهم{[72159]} مع المحسوس دأب البهائم بل لا يجوزونه ، ولو جوزوه لما وقعوا في ظلم أحد من يسألون عنه في ذلك اليوم المهول ، وما أوجب لهم الوقوع في الجرائم إلا الإعراض عنه ، وقال الحسن رحمه الله تعالى{[72160]} : هي بمعنى حقاً متصلة{[72161]} بما بعدها{[72162]} - انتهى . وهي مع ذلك مفهمة للردع الذي ليس بعده ردع عن اعتقاد مثل ذلك والموافقة لشيء مما يوجب الخزي فيه .

ولما أخبر عن إنكارهم ، استأنف{[72163]} إثبات ما أنكروه على أبلغ وجه وأفظعه{[72164]} مهولاً لما{[72165]} يقع لهم من الشرور وفوات السرور ، مؤكداً لأجل إنكارهم فقال : { إن كتاب } وأظهر موضع الإضمار{[72166]} تعميماً وتعليقاً للحكم بالوصف فقال : { الفجار } أي صحيفة حساب هؤلاء الذين حملهم على كفرهم{[72167]} مروقهم وكذا كل من وافقهم{[72168]} في صفاتهم فكان في غاية المروق مما حقه ملابسته وملازمته ، وأبلغ في التأكيد فقال : { لفي سجين * } هو علم منقول في صيغة المبالغة{[72169]} عن وصف من-{[72170]} السجن وهو الحبس لأنه سبب الحبس في جهنم أي إنه ليس فيه أهلية الصعود إلى محل الأقداس إشارة إلى أن كتابهم إذا كان في سجن عظيم أي ضيق شديد كانوا هم في-{[72171]} أعظم ، قال ابن جرير{[72172]} : وهي الأرض السابعة - انتهى وهو يفهم-{[72173]} مع هذه الحقيقة أنهم في غاية الخسارة لأنه يقال لكل من انحط : صار تراباً ولصق بالأرض - ونحو ذلك ،


[72154]:من ظ و م، وفي الأصل: ما أراد سبحانه.
[72155]:من ظ و م، وفي الأصل: ما أراد سبحانه.
[72156]:زيد من ظ.
[72157]:من ظ و م، وفي الأصل: إلا.
[72158]:من ظ و م، وفي الأصل: إلا.
[72159]:من ظ و م، في الأصل: وقوتهم.
[72160]:راجع المعالم 7/183.
[72161]:من ظ و م، وفي الأصل: متصلا.
[72162]:من ظ و م، وفي الأصل: بعد ذلك.
[72163]:زيد في الأصل: إنكار ما، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72164]:من ظ و م، وفي الأصل: أعظمه.
[72165]:في م: ما.
[72166]:في ظ و م: الضمير.
[72167]:زيدت الواو في الأصل، ولم تكن في ظ و م فحذفناها.
[72168]:من ظ و م، وفي الأصل: واصفهم.
[72169]:زيد في الأصل و ظ: مبالغة، ولم تكن الزيادة في م فحذفناها.
[72170]:زيد من ظ و م.
[72171]:زيد من ظ.
[72172]:راجع جامع البيان 30/51.
[72173]:زيد من ظ وم.