تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{كَلَّا بَلۡ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّينِ} (9)

الكرام الكاتبون

{ كلاّ بل تكذبون بالدّين 9 وإن عليكم لحافظين 10 كراما كاتبين 11 يعلمون ما تفعلون 12 إنّ الأبرار لفي نعيم 13 وإنّ الفجار لفي جحيم 14 يصلونها يوم الدّين 15 وما هم عنها بغائبين 16 وما أدراك ما يوم الدّين 17 ثم ما أدراك ما يوم الدّين 18 يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله 19 }

المفردات :

كلا : ردع وزجر .

تكذبون بالدين : بالبعث أو بالجزاء أو بالإسلام .

التفسير :

9- كلاّ بل تكذبون بالدّين .

ارتدعوا وانزجروا عن الغرور ، وعن الكفر بنعمة المنعم سبحانه وتعالى .

إن علّة غروركم وإهمالكم أمر الإيمان بالله تعالى ، وانصرافكم إلى الشهوات ، وفراركم من دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ، أنكم تكذبون بيوم الدين ، وهو يوم الحساب والجزاء وأنتم صائرون إليه ، وحين يكذّب الإنسان بيوم الدين لا تنبعث فيه همة للعمل الصالح ، بل يرى الدنيا كل همّه ، فيؤثر شهواتها ولذّاتها .

أما حين يؤمن المؤمن بربه ، ولقائه وحسابه وجزائه ، فعندئذ تنبعث الهمة من قلبه لأداء الفرائض ، والبعد عن المحرّمات ، وقد يزداد حب المؤمن لربه ، فيحب كل ما يرضيه ، فتراه غارقا في مرضاة الله ، بعيدا عن معصية الله .

روى البخاري أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار )vii .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{كَلَّا بَلۡ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّينِ} (9)

{ بل تكذبون . . . } أي ليس هناك شيء يقتضي غروركم بالله ، ولكن تكذيبكم بالبعث والجزاء ، أو بدين الإسلام اللذين هما من جملة أحكامه هو الذي حملكم على ما ارتكبتموه .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{كَلَّا بَلۡ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّينِ} (9)

الدّين : الجزاء يوم القيامة .

وبعد كل هذا نجدكم يا بني آدمَ ، مكذبين بيوم الدين :

{ كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بالدين } ! ارتَدِعوا عن الاغترار بكرمي لكم ، فإنكم محاسَبون ومسئولون .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{كَلَّا بَلۡ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّينِ} (9)

[ وقوله : ] { كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ } أي : مع هذا الوعظ والتذكير ، لا تزالون مستمرين على التكذيب بالجزاء .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{كَلَّا بَلۡ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّينِ} (9)

ولما أوضح سبحانه غاية الإيضاح الدليل على قدرته على الإعادة بالابتداء ، وبين تعالى أنه ما أوجب للإنسان ، الخسار بنسيان هذا الدليل الدال على تلك الدار إلا الاغترار ، وكان الاغترار يطلق على أدنى المعنى ، بين أنه ارتقى به الذروة فقال : { كلا } أي ما {[72051]}أوقعكم أيها الناس{[72052]} في الإعراض عمن يجب الإقبال عليه ويقبح غاية القباحة الإعراض-{[72053]} بوجه عنه مطلق الغرور { بل } أعظمه وهو أنكم { تكذبون } أي على سبيل التجديد بتحدد إقامة الأدلة القاطعة وقيام-{[72054]} البراهين الساطعة { بالدين * } أي الجزاء الذي وظفه الله في-{[72055]} يوم البعث ، فارجعوا عن الغرور مطلقاً خاصاً وعاماً ، وارتدعوا غاية الارتداع


[72051]:من ظ و م، وفي الأصل: أوقعك أيها الإنسان.
[72052]:من ظ و م، وفي الأصل: أوقعك أيها الإنسان.
[72053]:زيد من ظ و م.
[72054]:زيد من م.
[72055]:زيد من ظ.