الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{كَلَّا بَلۡ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّينِ} (9)

قوله تعالى : " كلا بل تكذبون بالدين " يجوز أن تكون " كلا " بمعنى حقا و " ألا " فيبتدأ بها . ويجوز أن تكون بمعنى " لا " ، على أن يكون المعنى ليس الأمر كما تقولون من أنكم في عبادتكم غير الله محقون . يدل على ذلك قوله تعالى : " ما غرك بربك الكريم " [ الانفطار : 6 ] وكذلك يقول الفراء : يصير المعنى : ليس كما غررت به . وقيل : أي ليس الأمر كما يقولون ، من أنه لا بعث . وقيل : هو بمعنى الردع والزجر . أي لا تغتروا بحلم الله وكرمه ، فتتركوا التفكر في آياته . ابن الأنباري : الوقف الجيد على " الدين " ، وعلى " ركبك " ، والوقف على " كلا " قبيح . " بل تكذبون " يا أهل مكة " بالدين " أي بالحساب ، و " بل " لنفي شيء تقدم وتحقيق غيره . وإنكارهم للبعث كان معلوما ، وإن لم يجر له ذكر في هذه السورة .