الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{كَلَّا بَلۡ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّينِ} (9)

- ثم قال : ( كلا بل تكذبون بالدين )

أي : ليس الأمر –أيها الكافرون- على ما تقولون من أنكم على الحق في عبادتكم غير الله ، لكنكم تكذبون بالجزاء والبعث والجنة والنار {[74177]} . ودل على ذلك قوله : ( يا أيها الانسان ما غرك بربك الكريم ) ( أي : ما غرك في عبادتك غير ربك الكريم ) {[74178]} الذي خلقك فسواك فعدلك {[74179]} .

وقيل : ( كلا ) / بمعنى " حقا هذا " {[74180]} أو بمعنى " ألا " {[74181]} . ولذلك لم ير أبو حاتم الوقف ( عليه ) {[74182]} وأجازه نصير {[74183]} .

وقيل {[74184]} : المعنى ليس كما غررت به {[74185]} بل تكذب بالدين .

وقل مجاهد : ( بالدين ) : " بالحساب " {[74186]} .

وقال قتادة : " ( بالدين ) : " يوم شدة يوم يدين الله ( العباد ) {[74187]} بأعمالهم " {[74188]}


[74177]:فسر مكي "كلا" ها هنا بمعنى النفي "ليس" متبعا في ذلك رأي الطبري في جامع البيان 30/88 وقد ذهب مكي في كتابه شرح "كلا": 52 إلى عدم الوقف على "كلا" في هذه الآية لأن في الوقف هنا نفياً لما أخبر الله تعالى من أنه يصور الإنسان في أي صورة شاء... وذلك حق لا ينتفي. ولكنه هنا في التفسير لما فسرها بمعنى النفي فإنه أجاز الوقف عليها. غير أنها تكون بذلك نافية لما سبقها دون أن يكون أقرب مذكور قبلها.
[74178]:ساقط من أ.
[74179]:انظر: جامع البيان30/88.
[74180]:أ: هنا.
[74181]:استحسن مكي في كتابه "شرح كلا" هذين المعنيين، غير أنه اعتبر الأول أحسن، لأنه يفيد تأكيد تكذيبهم بالدين.
[74182]:ساقط من أ. وانظر: هذا الوقف عن أبي حاتم في القطع: 766.
[74183]:انظر: المصدر السابق و"شرح كلا": 52 وذكر فيه أنه أجازه "على معنى: لا يؤمن هذا الإنسان بذلك".
[74184]:أ: وقال.
[74185]:هو قول الفراء في تفسير القرطبي19/247 ولم أجده في معانيه3/244، واستبعده مكي في "شرح كلا": 53.
[74186]:جامع البيان30/88 وتفسير مجاهد: 710.
[74187]:ساقط من أ، ث.
[74188]:جامع البيان30/88.