الآية 9 : وقوله تعالى : { كلا بل تكذبون بالدين } فإن حملت قوله : { كلا } على التنبيه والردع فيمكن أن يعطف على ما قبله وعلى ما بعده ، وكذلك إذا حملته على القسم بمعنى : حقا ، فإنه يستقيم عطفه على الأمرين جميعا .
وقوله تعالى : { بالدين } يحتمل أن يكون أريد به دين الإسلام . والأصل أن الدين إذا أطلق أريد به الدين الحق ، وهو الإسلام ، وكذلك الكتاب المطلق كتاب الله تعالى .
ويجوز أن يكون أريد به البعث والجزاء . وسمي يوم الدين لما ذكرنا أن الناس يدانون بأعمالهم . والحكمة فيه ، والله أعلم ، أنهم أقروا بأن الله تعالى أحكم الحاكمين . وتكذيبهم بيوم الدين يوجب أن يكون أسفه{[23244]} السفهاء لا أن يكون أحكم الحاكمين ، لأن الدنيا ، عواقبها الفناء{[23245]} والهلاك ؛ فهم إذا كذبوا بالبعث ، فقد زعموا أنهم ما أنشئوا إلا للهلاك والفناء ، ومن بنى بناء ، ولم يقصد ببنائه سوى أن يقضه ، ويهدمه ، فهو سفيه عابث في الفعل ، فلم يحصلوا من تكذيبهم إلا على نفي الحكمة من الصانع وتثبيت السفه لله تعالى { سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا } [ الإسراء : 43 ] وهو قوله : { وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا } [ ص : 27 ] وهم لم يكونوا يدّعون أنهما خلقتا باطلا ، ولا يظنون ذلك ، ولكن الإنكار الذي وجد منهم بالبعث والجزاء يقتضي خلقهما باطلا . فعلى ذلك إنكارهم البعث يزيل عنه القول بأنه أحكم الحاكمين ، ويثبت ما ذكرنا من السفه { سبحانه وتعالى عما يصفون } [ الأنعام : 100 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.