فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{كَلَّا بَلۡ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّينِ} (9)

وقوله : { كَلاَّ } للردع والزجر عن الاغترار بكرم الله وجعله ذريعة إلى الكفر به والمعاصي له ، ويجوز أن يكون بمعنى حقاً ، وقوله : { بَلْ تُكَذّبُونَ بالدين } إضراب عن جملة مقدّرة ينساق إليها الكلام ، كأنه قيل : بعد الردع ، وأنتم لا ترتدعون عن ذلك بل تجاوزونه إلى ما هو أعظم منه من التكذيب بالدين وهو الجزاء ، أو بدين الإسلام . قال ابن الأنباري : الوقف الجيد على «الدين » وعلى «ركّبك » ، وعلى { كلاً } قبيح ، والمعنى : بل تكذبون يا أهل مكة بالدين : أي بالحساب ، وبل لنفي شيء تقدّم وتحقيق غيره ، وإنكار البعث قد كان معلوماً عندهم وإن لم يجر له ذكر . قال الفراء : كلا ليس الأمر كما غررت به . قرأ الجمهور { تُكَذِّبُونَ } بالفوقية على الخطاب . وقرأ الحسن وأبو جعفر وشيبة بالتحتية على الغيبة .

/خ19