تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{ءَأَنتُمۡ أَشَدُّ خَلۡقًا أَمِ ٱلسَّمَآءُۚ بَنَىٰهَا} (27)

دلائل القدرة

{ أأنتم أشدّ خلقا أم السماء بناها 27 رفع سمكها فسوّاها 28 وأغطش ليلها وأخرج ضحاها 29 والأرض بعد ذلك دحاها 30 أخرج منها ماءها ومرعاها 31 والجبال أرساها 32 متاعا لكم ولأنعمكم 33 }

المفردات :

رفع سمكها : جعل ثخنها مرتفعا نحو العلوّ .

فسوّاها : فجعلها مستوية الخلق بلا عيب .

التفسير :

27 ، 28- أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها* رفع سمكها فسوّاها .

كانوا يستكثرون البعث بعد الموت والبلى ، وهنا يواجه القرآن الخلق أجمعين بأدلة القدرة والإحكام ، فالله تعالى خلق هذا الكون منذ بلايين السنين ، وتركه فترة مناسبة ليكون صالحا لحياة الإنسان عليه .

وهنا يوجّه هذا السؤال ، والمقصود به التحدّي : هل خلق الإنسان البسيط أكبر وأعقد أم خلق السماء العالية التي أوجدها الله القادر مرفوعة البناء ، بعيدة الفناء ، مستوية الأرجاء ، مكللة بالكواكب في الليلة الظلماء ؟

فسوّاها . بوضع كل جرم في موضعه حسبما اقتضته الحكمة ، وجعل السماء مستوية لا ارتفاع فيها ولا انخفاض .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{ءَأَنتُمۡ أَشَدُّ خَلۡقًا أَمِ ٱلسَّمَآءُۚ بَنَىٰهَا} (27)

{ أأنتم أشد خلقا } أي أخلقكم بعد موتكم أصعب وأشق ! { أم السماء } نبههم فيه إلى أمر معلوم بالمشاهدة ، وهو أن خلق السماء أعظم وأبلغ في القدرة . وإذا كان الله قادرا على إنشاء العالم الأكبر ، فيكون على خلق العالم الأصغر بل على إعادته أقدر . ثم أشار كيفية خلق السماء بقوله : { بناها } بهيئة بديعة محكمة .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ءَأَنتُمۡ أَشَدُّ خَلۡقًا أَمِ ٱلسَّمَآءُۚ بَنَىٰهَا} (27)

{ 27 - 33 } { أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ }

يقول تعالى مبينا دليلا واضحا لمنكري البعث ومستبعدي إعادة الله للأجساد : { أَأَنْتُمْ } أيها البشر { أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ } ذات الجرم العظيم ، والخلق القوي ، والارتفاع الباهر { بَنَاهَا } الله .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{ءَأَنتُمۡ أَشَدُّ خَلۡقًا أَمِ ٱلسَّمَآءُۚ بَنَىٰهَا} (27)

{ أأنتم } أيها المنكرون للبعث { أشد خلقا أم السماء بناها }

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{ءَأَنتُمۡ أَشَدُّ خَلۡقًا أَمِ ٱلسَّمَآءُۚ بَنَىٰهَا} (27)

قوله تعالى : " أأنتم أشد خلقا " يريد أهل مكة ، أي أخلقكم بعد الموت أشد في تقديركم " أم السماء " فمن قدر على السماء قدر على الإعادة ، كقوله تعالى : " لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس " [ غافر : 57 ] وقوله تعالى : " أوليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم " [ يس : 81 ] ، فمعنى الكلام التقريع والتوبيخ . ثم وصف السماء فقال : " بناها " أي رفعها فوقكم كالبناء .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{ءَأَنتُمۡ أَشَدُّ خَلۡقًا أَمِ ٱلسَّمَآءُۚ بَنَىٰهَا} (27)

ولما ختم {[71500]}قصة فرعون - لعنه الله{[71501]} - بالعبرة ، وكان أعظم عبرتها القدرة التامة لا سيما على البعث كما هي مشيرة إليه بأولها وآخرها ، والعقوبة على التكذيب به لأن التكذيب به-{[71502]} يجمع مجامع الشر-{[71503]} والتصديق به يجمع مجامع الخير ، وكانوا يستبعدونه لاستبعاد القدرة عليه ، وصل به ما هو كالنتيجة منه ، فقال مقرراً مخاطباً لأصحاب الشبهة{[71504]} الشاكين موقفاً لهم على القدرة منكراً{[71505]} عليهم استبعادهم ذلك ملتفتاً بعد تخصيص الخطاب به صلى الله عليه وسلم لما تقدم من دقة فهمه وجلالة علمه صلى الله عليه وسلم-{[71506]} إلى عموم الخطاب لوضوح هذا البرهان لكل إنسان استعطافاً بهم في توبيخ : { أأنتم } أي أيها الأحياء مع كونكم خلقاً ضعيفاً-{[71507]} { أشد خلقاً } أي أصعب وأثقل من جهة التقدير والإيجاد { أم السماء } على ما فيها من السعة والكبر والعلو والمنافع .

ولما كان الجواب قطعاً : السماء - لما يرى من أعظمها لأن العالم الإنساني{[71508]} مختصر العالم الآفاقي ، ويزيد الآفاقي طول البقاء مع عدم التأثر ، وصل به قوله دليلاً على قدرته على البعث لقدرته على ما هو أشد منه لأن الذي قدر على ابتداء الأكبر هو{[71509]} على إعادة الأصغر أقدر{[71510]} ، مبيناً لكيفية خلقه لها : { بناها * } أي جعلها سقفاً للأرض على ما لها من العظمة ،


[71500]:في م: قصته.
[71501]:في م: قصته.
[71502]:زيد من ظ و م.
[71503]:زيد من ظ و م.
[71504]:زيد في الأصل: من، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[71505]:من م، وفي الأصل و ظ: منكر.
[71506]:زيد من ظ و م.
[71507]:زيد من ظ و م.
[71508]:من ظ و م، وفي الأصل: الإنسان.
[71509]:زيد في الأصل: قادر، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[71510]:من ظ و م، وفي الأصل: قال.