فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ءَأَنتُمۡ أَشَدُّ خَلۡقًا أَمِ ٱلسَّمَآءُۚ بَنَىٰهَا} (27)

{ أأنتم أشد خلقا أم السماء } أي أخلقكم بعد الموت وبعثكم أشد عندكم وفي تقديركم أم خلق السماء ، والخطاب لكفار مكة والمقصود به التوبيخ لهم والتبكيت لأن من قدر على خلق السماء التي لها هذا الجرم العظيم ، وفيها من عجائب الصنع وبدائع القدرة ما هو بين للناظرين ، كيف يعجز عن إعادة الأجسام التي أماتها بعد أن خلقها أول مرة ، ومثل هذا قوله سبحانه { لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس } وقوله { أليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم } .

ثم بين سبحانه كيفية خلق السماء فقال { بناها } أي جعلها كالبناء المرتفع فوق الأرض .