والبحر المسجور : البحر المملوء ، وقيل في البحر المسجور : الموقد المحمي ، من سجر النار ، أي : أوقدها ، وعنى به باطن الأرض ، فالأرض كرة كالبطيخة ، قشرتها هادئة محكمة الإغلاق على ما تحتها ، وتحت القشرة نار عظيمة ، ومن حين إلى آخر تظهر الزلازل والبراكين التي تبتلع البلاد ، أو تمطرها بالحمم والنيران ، وقيل : هو المملوء نارا يوم القيامة .
والبحر المحبوس من أن يفيض ، فيغرق جميع ما على الأرض ، ولا يبقى ولا يذر ، من حيوان ونبات فيفسد نظام العالم .
ويجوز أن يكون المعنى : والبحر الذي هو كالقشرة الظاهرة ، وتحته نار تتأجج .
وفي يوم القيامة تسجَّر البحار ، فتصبح نار الله الكبرى ، قال تعالى : { وإذا البحار سُجّرت } . ( التكوير : 6 )
قوله تعالى : { والبحر المسجور } قال محمد بن كعب القرظي والضحاك : يعني الموقد المحمى بمنزلة التنور المسجور ، وهو قول ابن عباس ، وذلك ما روي أن الله تعالى يجعل البحار كلها يوم القيامة ناراً فيزداد بها في نار جهنم ، كما قال الله تعالى : { وإذا البحار سجرت } ( التكوير-6 ) وجاء في الحديث عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يركبن رجل بحراً إلا غازيا أو معتمراً أو حاجاً ، فإن تحت البحر ناراً وتحت النار بحراً " . وقال مجاهد والكلبي : المسجور : المملوء ، يقال : سجرت الإناء إذا ملأته . وقال الحسن ، وقتادة ، وأبو العالية : هو اليابس الذي قد ذهب ماؤه ونضب . وقال الربيع بن أنس : هو المختلط العذب بالملح . وروى الضحاك : عن النزال بن سبرة عن علي أنه قال في البحر المسجور : هو بحر تحت العرش سعته ، كما بين سبع سماوات إلى سبع أرضين ، فيه ماء غليظ يقال له : بحر الحيوان . تمطر العباد بعد النفخة الأولى منه أربعين صباحاً فينبتون في قبورهم . هذا قول مقاتل : أقسم الله بهذه الأشياء .
ولما كان الماء أقوى من كل ما تقدم ، ختم به فقال : { والبحر المسجور * } أي الذي فيه من الماء أكثر من{[61506]} ملئه وهو ساجره أي مانعه - كما يمنع الكلب بساجوره عن الانسباح ، ولو أراد خلاه فاندفق فجرى فأهلك ما مر عليه من جبل وكتاب{[61507]} وبيت كما شوهد لما شجره سبحانه لبني إسرائيل فانفلق ، ونشفت أرضه ثم لما أراد سببه أن آل فرعون فعذبهم به فأهلكهم حتى لم يبق منهم أحد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.