فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَٱلۡبَحۡرِ ٱلۡمَسۡجُورِ} (6)

{ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ( 6 ) }

والبحر الذي يتقد نارا يوم يأتي أمر الله بذهاب هذا الكون تحقيقا لوعده –تبارك اسمه- : { وإذا البحار سجّرت }{[5626]} .

يقول اللغويون : والسجر : إيقادك في التنور . تسجره بالوقود سجرا ؛ والسجور : اسم الحطب ، وما أوقد به ؛ وسجّر التنور : أوقده وأحماه ، وأشبع وقوده ؛ وأسد أسجر : إما للونه وإما لحمرة عينيه .

[ وقيل : المراد بالمسجور : الممنوع المكفوف عن الأرض لئلا يغمرها فيغرق أهلها . قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس- وبه يقول السدي وغيره- وعليه يدل الحديث الذي رواه الإمام أحمد رحمه الله في مسنده فإنه قال : حدثنا يزيد حدثنا العوام حدثني شيخ كان مرابطا بالساحل قال : لقيت أبا صالح مولى عمر بن الخطاب فقال : حدثنا عمر بن الخطاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ليس من ليلة إلا والبحر يشرف فيها ثلاث مرات يستأذن الله تعالى أن ينفضخ عليهم فيكفه الله عز وجل ) وقال الحافظ أبو بكر الاسماعيلي . . . بعد أن أورد الحديث- فيه رجل مبهم لم يسم ] .


[5626]:سورة التكوير. الآية 6.