فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱلۡبَحۡرِ ٱلۡمَسۡجُورِ} (6)

{ والبحر المسجور } أي : الموقد المحمي من السجر وهو إيقاد النار في التنور ومنه قوله : { وإذا البحار سجرت } وقد ورد أن البحار تسجر يوم القيامة فتكون نارا فيزاد بها في نار جهنم وقيل المسجور المملوء بالماء وهو البحر المحيط كما ذكره العمادي قيل : إنه من أسماء الأضداد ، يقال بحر مسجور أي مملوء وبحر مسجور أي فارغ خال وقيل : المسجور الممسوك ومنه ساجور الكلب لأنه يمسكه وقال أبو العالية : المسجور الذي ذهب ماؤه ونضب ، وقيل : المسجور المفجور ومنه قوله { وإذا البحار فجرت } .

وقال الربيع بن أنس : هو الذي يختلط فيه العذب بالمالح ، والأول أولى ، وبه قال مجاهد ، والضحاك ، ومحمد بن كعب ، والأخفش وغيرهم ، وعن علي في الآية قال : بحر في السماء تحت العرش ، وعن ابن عمر مثله ، وقال ابن عباس : المسجور المحبوس . وعنه المرسل ، والواو الأولى للقسم ، والبواقي للعطف وجواب القسم قوله : { إن عذاب ربك لواقع }