تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَذَرۡنِي وَٱلۡمُكَذِّبِينَ أُوْلِي ٱلنَّعۡمَةِ وَمَهِّلۡهُمۡ قَلِيلًا} (11)

10

المفردات :

ذرني والمكذبين : دعني وإياهم فسأكفيكهم .

أولي النّعمة : أصحاب التنعم والترفّه ، وبكسر النون الإنعام .

مهلهم قليلا : أمهلهم زمانا قليلا ، بعده النكال .

التفسير :

7- وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهّلهم قليلا .

روى أن هذه الآية نزلت في صناديد قريش ، ورؤساء مكة من المستهزئين .

والمعنى :

استرح أنت يا محمد ، واترك هؤلاء المكذبين المترفين بالنعمة ، المغرمين باللذائذ والشهوات ، وأمهلهم بعض الوقت ، فإنه يوشك أن ينزل بهم عذابي وانتقامي ، والآية واردة مورد الوعيد والتهديد ، فقد كانوا على جانب من الغنى والجاه والنّعمة ، لكنهم لم يشكروا الله على نعمته ، ولم يصدّقوا رسوله ، فاستحقّوا العقاب والهزيمة يوم بدر ، ولهم عقاب آخر في الآخرة .

وفي هذا المعنى يقول الله تعالى : نمتّعهم قليلا لم نضطرّهم إلى عذاب غليظ . ( لقمان : 24 ) .

قالت عائشة رضي الله عنها : لما نزلت هذه الآية لم يكن إلا يسيرا حتى وقعت وقعة بدر .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَذَرۡنِي وَٱلۡمُكَذِّبِينَ أُوْلِي ٱلنَّعۡمَةِ وَمَهِّلۡهُمۡ قَلِيلًا} (11)

أولي النَعمة : بفتح النون ، أصحاب النعيم المتنعمين بأموالهم وأولادهم . النعمة بفتح النون : الرفاهية وطيب العيش . والنِعمة بكسر النون : ما أنعم الله به على الإنسان من رزق ومال وغيره .

مهِّلهم وأمهلهم : اتركهم برفق وتأنّ ولا تهتم بشأنهم .

ثم أمر رسولَه أن يترك أمرَ المشركين إليه ، أولئك الذين أبطرتْهم النعمةُ ، فالله هو الكفيلُ بمجازاتهم وسوف لا يكون ذلك طويلا .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَذَرۡنِي وَٱلۡمُكَذِّبِينَ أُوْلِي ٱلنَّعۡمَةِ وَمَهِّلۡهُمۡ قَلِيلًا} (11)

{ وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلاً } نزلت في صناديد قريش المستهزئين . وقال مقاتل بن حيان : نزلت في المطعمين ببدر ، فلم يكن إلا يسر حتى قتلوا ببدر .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَذَرۡنِي وَٱلۡمُكَذِّبِينَ أُوْلِي ٱلنَّعۡمَةِ وَمَهِّلۡهُمۡ قَلِيلًا} (11)

{ وذرني والمكذبين } لا تهتم لشأنهم فإني أكفيكهم يعني رؤساء المشركين كقوله { فذرني ومن يكذب بهذا الحديث } وقد مر { أولي النعمة } ذوي التنعم والترفه { ومهلهم قليلا } يعني إلى مدة آجالهم

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَذَرۡنِي وَٱلۡمُكَذِّبِينَ أُوْلِي ٱلنَّعۡمَةِ وَمَهِّلۡهُمۡ قَلِيلًا} (11)

قوله تعالى : " وذرني والمكذبين " أي أرض بي لعقابهم . نزلت في صناديد قريش ورؤساء مكة من المستهزئين . وقال مقاتل : نزلت في المطعمين{[15519]} يوم بدر وهم عشرة . وقد تقدم ذكرهم في " الأنفال " {[15520]} . وقال يحيى بن سلام : إنهم بنو المغيرة . وقال سعيد بن جبير أخبرت أنهم اثنا عشر رجلا . " أولي النعمة " أي أولي الغنى والترفه واللذة في الدنيا " ومهلهم قليلا " يعني إلى مدة آجالهم . قالت عائشة رضي الله عنها : لما نزلت هذه الآية لم يكن إلا يسيرا حتى وقعت وقعة بدر . وقيل : " ومهلهم قليلا " يعني إلى مدة الدنيا .


[15519]:في أ، ح، ل: "المهطعين".
[15520]:راجع جـ 8 ص 53.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَذَرۡنِي وَٱلۡمُكَذِّبِينَ أُوْلِي ٱلنَّعۡمَةِ وَمَهِّلۡهُمۡ قَلِيلًا} (11)

ولما كان في أمره هذا بما يفعل ما يشق جداً بما فيه من احتمال علوهم ، أعلم بقرب فرجه{[69483]} بتهديدهم بأخذهم سريعاً فقال : { وذرني } أي اتركني على أي حالة اتفقت مني في معاملتهم ، وأظهر في موضع الإضمار تعليقاً للحكم بالوصف وتعميماً فقال : { والمكذبين } أي العريقين في التكذيب فإني قادر على رحمتهم وتعذيبهم .

ولما ذكر وصفهم الذي استحقوا به العذاب ، ذكر الحامل عليه تزهيداً فيه وصرفاً عن معاشرة أهله لئلا تكون المعاشرة فتنة فتكون حاملة على الاتصاف به وجارّة إلى حب الدنيا فقال : { أولي النعمة } أي أصحاب التنعم بغضارة العيش والبهجة التي أفادتهموها{[69484]} النعمة - بالكسر وهي الإنعام وما ينعم به من الأموال والأولاد ، والجاه الذي أفادته النعمة - بالضم وهي المسرة التي تقتضي الشكر وهم أكابر قريش وأغنياؤهم .

ولما كان العليم القدير إذا قال مثل هذا لولي من أوليائه عاجل عدوه ، قال محققاً للمراد بما أمر به من الصبر من هذا في النعم الدنيوية بأن زمنها قصير : { ومهلهم } أي اتركهم برفق وتأن وتدريج ولا تهتم{[69485]} بشأنهم .

ولا سره بوعيدهم الشديد بهذه العبارة{[69486]} التي مضمونها أن أخذهم بيده صلى الله عليه وسلم وهو سبحانه يسأل في تأخيره{[69487]} لهم ، زاد في البشارة بقوله : { قليلاً * } أي من الزمان والإمهال إلى موتهم أو الإيقاع بهم قبله ، وكان بين نزول هذه الآية وبين وقعة بدر يسير{[69488]} - قاله المحب الطبري ، وفيه بشارة له صلى الله عليه وسلم بالبقاء بعد أخذهم كما كان ، وأنه ليس محتاجاً في أمرهم إلى غير وكلهم سبحانه وتعالى بإلقائهم عن باله صلى الله عليه وسلم وتفريغ ظاهره وباطنه لما{[69489]} هو مأمور به من الله سبحانه وتعالى من الإقبال على الله سبحانه ، ففي الآية أن من اشتغل بعدوه{[69490]} وكله الله إلى نفسه ، فكان ذلك كالمانع من{[69491]} أخذ الله له-{[69492]} ، فإذا توكل عليه فقد أزال ذلك المانع -{[69493]} .


[69483]:من ظ و م، وفي الأصل: فوجه.
[69484]:من م، وفي الأصل: أفادتموها، وفي ظ: أفادتتموها.
[69485]:من ظ و م، وفي الأصل: تقيم.
[69486]:من م، وفي الأصل و ظ: العبارات.
[69487]:من ظ و م، وفي الأصل: تأخيرهم.
[69488]:من ظ و م، وفي الأصل: سير-مع يسير من البياض.
[69489]:من ظ و م، وفي الأصل: إلى ما.
[69490]:من ظ و م، وفي الأصل: بعذره.
[69491]:في م: في.
[69492]:زيد من ظ و م.
[69493]:زيد من ظ و م.