كلا : هي كلمة تفيد الزجر عمّا يطلب .
الشوى : واحدها شواة ، وهي جلدة الرأس تنتزعها النار انتزاعا ، فتفرّقها ثم تعود إلى ما كانت عليه .
15 ، 16- كلاّ إنها لظى* نزّاعة للشّوى .
كلا . حرف ردع وزجر ، أي : ليرتدع المجرم عن هذه الأماني ، فلا فداء ولا شفاعة ، فليرتدع الكافر الأثيم عن ذلك ، فليس ينجيه من عذاب الله فداء ، بل أمامه جهنم تتلظّى نيرانها وتلتهب ، وتتلمظ غضبا على من عصى الله ، وتلتهم الكافر فتنزع وتقتلع أطرافه ، وتلتهم جلدة رأسه فتبتّكها وتقطّعها ثم تعاد .
نزّاعة للشّوى . والشواة جلدة الرأس ، ، تنزعها بشدة من الإنسان ، كلما قلعت عادت كما كانت ، زيادة في التنكيل والعذاب ، وخصّها بالذّكر لأنها أشدّ أجزاء الجسم حساسية وتأثّرا بالنار .
ولما كان هذا مما{[68333]} قد يطمع في النجاة ، فإن بعض الناس يطبع على قلبه فيستغويه{[68334]} الأطماع حتى يعد المحال ممكناً ، قال معبراً بمجمع الروادع والزواجر{[68335]} الصوادع : { كلا } أي ليكن للمجرم ردع أيّ ردع عن وداده{[68336]} هذا وترتب أثره عليه ، فإن ذلك لا يكون أبداً بوجه من الوجوه .
ولما كان الإضمار قبل الذكر لتعظيم ذلك المضمر في المهيع الذي هو فيه ، لأن ذلك إشارة إلى أنه مستحضر في{[68337]} الذهن لا يغيب أصلاً لما للمقام عليه من عظيم الدلالة ، قال بعد هذا الردع العظيم عن النجاة بل{[68338]} عن ودادة تمنيها : { إنها } أي النار التي هي سوط{[68339]} الملك المعد لمن{[68340]} عصاه ، المهدد في هذا السياق بعذابها ، المستولية عليه لتكون سجنه : { لظى * } أي ذات اللهب الخالص المتناهي في الحر{[68341]} يتلظى أي يتوقد فيأكل بسببه بعضها بعضاً إن لم تجد ما تأكله وتأكل ما وجدته كائناً ما كان
قوله : { كلا إنها لظى } كلا ، ردع للمجرم عن تمنيه الافتداء ، فإن ذلك لا ينفعه ولا ينجيه من العذاب . ثم أخبر عما أعد له من العذاب فقال : { إنها لظى } ولظى ، اسم من أسماء جهنم ، وهو معرف لا ينصرف . والتظاء النار أي التهابها ، وتلظيها أي تلهّبها{[4629]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.