السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{كَلَّآۖ إِنَّهَا لَظَىٰ} (15)

وقوله تعالى : { كلا } ردّ وردع وزجر لما يودّه ، وقال القرطبي : وإنها تكون بمعنى حقاً وبمعنى لا وهي هنا تحتمل الأمرين فإذا كانت بمعنى حقاً كان تمام الكلام ينجيه ، وإذا كانت بمعنى لا كان تمام الكلام عليها إذ ليس من عذاب الله افتداء .

ولما كان الإضمار قبل الذكر لتعظيم ذلك المضمر أشار إلى أنه مستحضر في الذهن لا يغيب قال تعالى : { إنها } أي : النار وإن لم يجر لها ذكر لدلالة لفظ عذاب عليها ، وقيل : الضمير للقصة . وقيل : مبهم يفسره قوله تعالى : { لظى } أي : ذات اللهب الخالص المتناهي في الحرّ اسم لجهنم تتلظى ، أي : تتوقد فتأكل بسببه بعضها بعضاً إن لم تجد ما تأكله وتأكل كل ما وجدته كائناً ما كان .