اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{كَلَّآۖ إِنَّهَا لَظَىٰ} (15)

قوله : { كلا } . ردعٌ وزجرٌ .

قال القرطبيُّ{[57902]} : «وإنما تكون بمعنى " حقًّا " ، وبمعنى " لا " وهي هنا تحتمل الأمرين ، فإذا كانت بمعنى " حقًّا " فإن تمام الكلام " ينجيه " وإذا كانت بمعنى " لا " كان تمامُ الكلام عليها . إذ ليس ينجيه من عذاب الله إلا الافتداءُ » .

قوله : { إِنَّهَا لظى نَزَّاعَةً } في الضَّمير ثلاثة أوجه :

أحدها : أنه ضميرُ النارِ ، وإن لم يجر لها ذكرٌ لدلالة لفظ عذابٍ عليها .

والثاني : أنه ضميرُ القصةِ .

الثالث : أنه ضميرٌ مبهمٌ يترجم عنه الخبرُ ، قاله الزمخشريُّ . وقد تقدم تحقيق ذلك في قوله تعالى : { إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدنيا }{[57903]} .

فعلى الأول يجوز في «لَظَى ، نزَّاعةً » أوجه :

أحدها : أن يكون «لَظَى » خبر «إن » أي إن النار لظى .

/خ16


[57902]:الجامع لأحكام القرآن 18/186.
[57903]:آية 29 من سورة الأنعام.