16- وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن .
أي : إذا اختبر الله الإنسان ، فضيق عليه في الرزق ، وجعله فقيرا قليل المال ، فيقول : إن الله أهانني بالفقر ، فليست لي كرامة عنده ، لذلك أصابني بالفقر والهوان .
وما علم هذا الإنسان أن الله يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب ، فيغني الكافر والعاصي والمؤمن ، امتحانا لهم بهذا الخير ، أي يعاملهم المختبر ، هل يشكر الله في الغنى ، ويطيعه فيما فرضه عليه ، ويؤدي حق المال كما طلب الله ، أم لا يفعل ذلك ؟
والله تعالى يختبر بالفقر الكافر والمؤمن ، لا لهوانهما عليه ولكن لهوان الدنيا ، ويعامل الفقير معاملة المختبر الممتحن ، هل يشكر الله على ما أعطاه من نعم أخرى مثل العقل وسلامة الجوارح ، والإيمان وطاعة الرحمان ؟ وهل يصبر على الفقر أو المرض أو الكوارث ، أم يجزع ؟
قال تعالى : ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون . ( الأنبياء : 35 ) .
فلله تعالى حكمة خفية في اختبار بعض الناس بالنعمة ، والمال والغنى ، والصحة والعافية ، والأولاد والأحفاد ، وصنوف النعم .
وله سبحانه حكمة خفيّة في اختبار بعض الناس بالنعمة ، والمال والغنى ، والصحة والعافية ، والأولاد والأحفاد ، وصنوف النعم .
وله سبحانه حكمة خفيّة في اختبار بعض الناس بالفقر أو الكوارث ، أو نقص الأموال والأولاد ، أو غير ذلك ، وهذا امتحان ، فقد ينجح الإنسان في الفقر ، فيصبر ويحتسب ، ويصاول الأعداء في الجهاد والكفاح ، ثم يفشل في الاختبار بالغنى والمال والجاه والسلطان ، والمؤمن الصادق يشكر على النعماء ، ويصبر على البأساء ، ويرضى بأسباب القضاء .
{ وأما } هو { إذا } وأكد على نمط الأول فقال : { ما ابتلاه } أي ربه ليظهر صبره أو جزعه .
ولما كان قوله في الأول " فأكرمه ونعمه " كناية عن " فوسع عليه " قابله هنا بقوله : { فقدر } أي ضيق تضييق من يعمل الأمر بحساب وتقدير { عليه رزقه } فهو كناية عن الضيق كما أن العطاء بغير حساب كناية عن السعة ، فجعله بمقدار ضرورته الذي لا يعيش عادة بدونه ، ولم يجعله فيه فضلاً عن ذلك ولم يقل " فأهانه " موضع " قدر عليه " تعليماً للأدب معه سبحانه وتعالى وصوناً لأهل الله عن هذه العبارة لأن أكثرهم مضيق عليه في دنياه ، ولأن ترك الإكرام لا ينحصر في كونه إهانة { فيقول } أي الإنسان بسبب الضيق : { ربي } أي المربي لي { أهانن * } فيهتم لذلك ويضيق به ذرعاً ، ويكون ذلك أكبر همه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.