{ وأما } هو فيقول ربي أهانن { إذا ما ابتلاه فقدر } أي ضيق { عليه رزقه } فقوله { فيقول } خبر المبتدأ في الموضعين { وإذا ما ابتلاه } ظرف ل { يقول }وإنما قال في جانب البسط { فأكرمه ونعمه } أي جعله ذا نعمة وثروة ولم يقل في طرف القبض " فأهانه وقدر عليه " لأن رحمته سبقت غضبه فلم يرد أن يصرح بإهانة عبده ، ولئلا يكون الكلام نصاً في أن القبض دليل الإهانة من الله ، فقد يكون سبباً لصلاح معاش العبد ومعاده . وأما البسط فهو إكرام في الظاهر الغالب ، والبسط لأجل الاستدراج قليل وعلى قلته فهو خير من خسران الدنيا والآخرة جميعاً .
وعلام توجه الإنكار والذّم ؟ فيه وجهان : أحدهما على قوله { ربي أهانن } فقط لأنه سمي ترك التفضل إهانة وقد لا يكون كذلك . والثاني على مجموع الأمرين لا من حيث مجموعهما بل على كل منهما . أما على دعوى الإهانة فكما قلنا ، وأما على دعوى الإكرام فلأنه اعتقد حصول الاستحقاق في ذلك الإكرام كقوله { إنما أوتيته على علم عندي } [ القصص :78 ] وكان عليه أن يرى ذلك محض الفضل والعناية منه تعالى ، أو لأنه قال في ذلك كبراً وافتخاراً وتكاثراً ، أو لأن هذا القول يشبه قول من لا يرى السعادة إلا في اللذات العاجلة ، أو قول من غفل عن الاستدراج والمكر . ويحتمل أن يتوجه الذم على مجموع الأمرين من حيث المجموع حتى لو قال في البسط " أكرمني " تحدثاً بنعمة الله ، وفي القبض لم يقل " أهانني " بل قال " الحمد لله على كل حال " لم يكن مذموماً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.