تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِنَّهُۥ لَقَوۡلُ رَسُولٖ كَرِيمٖ} (19)

15

المفردات :

إنه لقول رسول : جبريل عن الله ، وهو جواب القسم .

مكين : ذي مكانة رفيعة وشرف .

مطاع : تطيعه ملائكة السماء .

ثم : هنالك .

أمين : على الوحي والرسالة .

التفسير :

19 ، 20 ، 21- إنه لقول رسول كريم* ذي قوة عند ذي العرش مكين* مطاع ثم أمين .

إن القرآن الكريم كلام الله ، نقله جبريل عليه السلام ، وبلّغه إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، فنسب القول إلى جبريل باعتبار البلاغ الذي قام به ، أي بلاغ رسول كريم هو جبريل عليه السلام ، أرسله الله بالوحي ليبلغه إلى محمد صلى الله عليه وسلم .

كريم . في ذاته ، كريم على ربه سبحانه وتعالى .

ذي قوة عند ذي العرش مكين .

جبريل صاحب قوة على حمل هذه الأمانة وحمل الوحي ، أو إذا كلّف بشيء قام به ، فقد حمل قرى قوم لوط إلى أعلى ، ثم قلبها فجعل عليها سافلها .

ومكانة جبريل عند ذي العرش سبحانه وتعالى ، أي عند العظيم القدير .

مكين . هو صاحب مكانة ومنزلة سامية عند الله سبحانه وتعالى .

مطاع ثم أمين . مطاع في ملائكة السماء ، يصدرون عنه ، وهو أمين على الوحي حتى يبلّغه .

ومن هذه الصفات السامية التي اختص الله بها جبريل أمين الوحي ، تتّضح أهمية هذا الوحي ، وأيضا مكانة الإنسان عند الله ، حيث أرسل له الرسل ، وأنزل له الكتب ، واختار جبريل عليه السلام وسيطا بين الحق سبحانه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، ليبلّغ الوحي إلى عباد الله ، وذلك من كرامة العبد على ربه .

وصدق الله العظيم : ولقد كرّمنا بني آدم . . . ( الإسراء : 70 ) .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِنَّهُۥ لَقَوۡلُ رَسُولٖ كَرِيمٖ} (19)

رسول كريم : جبريل .

لقد أقسم الله تعالى بهذه الأشياء العظيمة ، أن القرآنَ الكريم ليس من كلام محمد عليه الصلاة والسلام ، وإنما هو كلامُ الله جاء به جبريلُ ، وهو رسولٌ كريم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّهُۥ لَقَوۡلُ رَسُولٖ كَرِيمٖ} (19)

{ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } وهو : جبريل عليه السلام ، نزل به من الله تعالى ، كما قال تعالى : { وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ } ووصفه الله بالكريم لكرم أخلاقه ، وكثره خصاله الحميدة ، فإنه أفضل الملائكة ، وأعظمهم رتبة عند ربه ،

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{إِنَّهُۥ لَقَوۡلُ رَسُولٖ كَرِيمٖ} (19)

{ إنه لقول رسول كريم } أي القرآن لتنزيل جبريل

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِنَّهُۥ لَقَوۡلُ رَسُولٖ كَرِيمٖ} (19)

" إنه لقول رسول كريم " هذا جواب القسم . والرسول الكريم جبريل . قاله الحسن وقتادة والضحاك . والمعنى " إنه لقول رسول " عن الله " كريم " على الله . وأضاف الكلام إلى جبريل عليه السلام ، ثم عداه عنه بقوله " تنزيل من رب العالمين " [ الواقعة : 80 ] ليعلم أهل التحقيق في التصديق ، أن الكلام لله عز وجل . وقيل : هو محمد عليه الصلاة والسلام

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّهُۥ لَقَوۡلُ رَسُولٖ كَرِيمٖ} (19)

ولما بين أن-{[71917]} هذه الأشياء - التي لولاها لما طاب لهم عيش ولا تهنؤوا بحياة ، وهي من الفضل بحيث لا يعلمه إلا خالقها - تصغر عن أن يقسم بها على شيء من فضائل القرآن لما له من عظيم الشأن الذي لا يطيق التعبير عنه-{[71918]} البيان ، ويتضاءل دونه اللسان ، قال مجيباً لذلك إخباراً عما هو محقق في نفس الأمر أعظم من تحقق هذه الأشياء المقسم بها ، هادٍ إلى مصالح الدارين أكثر من هدايتها ، مبيناً {[71919]}للسفيرين به{[71920]} الملكي والبشري عليهما الصلاة والسلام والتحية والإكرام مؤكداً لما يستحقه السياق كما{[71921]} يستحقه {[71922]}مع ما{[71923]} لهم من الإنكار تنبيهاً على ضعف عقولهم وعظيم سفههم بعد أن أقسم بثلاثة أقسام ، فإن نفي الإقسام بها بما ذكر من نقائصها - كالإقسام -{[71924]} بها مع بيان أن-{[71925]} المقسم عليه أعظم منها بما لا يقايس{[71926]} : { إنه } أي هذا الذكر الذي تقدم في عبس بعض ما يستحق{[71927]} من الأوصاف الجميلة والنعوت الجليلة { لقول رسول } وهو جبريل عليه الصلاة والسلام نحن أرسلناه به إلى خير خلقنا وجعلناه بريداً بيننا وبينه لاقتضاء الحكمة ذلك ، وهي{[71928]} أن يكون خلاصة الخلق ذا جهتين : واحدة ملكية يتلقى بها من الملائكة عليهم السلام لكون غيره من البشر لا يطيق ذلك ، وأخرى بشرية يتلقى بها من المبعوث إليهم ، ومن المعلوم أن الرسول إنما وظيفته تبليغ{[71929]} ما أرسل به فهو سفير محض ، والذي أوحاه وإن كان قوله لكونه نطق به وبلغه من غير مشاركة شيطان ولا غيره هو قول الله من غير شك لكونه معبراً عن الصفة القديمة النفسية ، ولو كان قول الرسول مستقلاً به-{[71930]} لما كان لوصفه{[71931]} بالرسالة مدخل فما كانت البلاغة تقتضي ذكره{[71932]} بالوصف .

ولما بين بوصف الرسالة أنه ليس بقوله إلا لكونه مرسلاً به ومبلغاً له ، وأنه في الحقيقة قول من أرسله ، وصفه بما أفهمه الوصف مما يوجب حفظه من غير تحريف ما ولا تغيير أصلاً بوجه من الوجوه ، وذلك ببيان منزلته عند الله ووجاهته وبيان قدره ونفوذ كلمته فقال : { كريم * } أي انتفت عنه{[71933]} وجوه المذام كلها وثبتت له وجوه المحامد كلها ، فهو جواد شريف النفس ظاهر عليه معالي الأخلاق بريء من أن يلم شيء من اللوم-{[71934]} بساحته ، فلذلك هو يفيض{[71935]} الخيرات بإذن ربه على من أمر به من العالمين ، فيؤدي ما أرسل به كما هو لقيامه بالرسالة قيام الكرام فلم يغير فيها شيئاً أصلاً{[71936]} ولا فرط حتى يمكن غيره أن يحرف أو يغير ، والكرم اجتماع كمالات الشيء اللائقة{[71937]} به .


[71917]:زيد من ظ و م.
[71918]:زيد من ظ و م.
[71919]:من ظ و م، وفي الأصل: للفسيرين بها.
[71920]:من ظ و م، وفي الأصل: للفسيرين بها.
[71921]:من ظ و م، وفي الأصل: مما.
[71922]:من ظ و م، وفي الأصل: لما.
[71923]:من ظ و م، وفي الأصل: لما.
[71924]:زيد من ظ و م.
[71925]:زيد من ظ و م.
[71926]:من ظ و م، وفي الأصل: لا يقاس.
[71927]:من ظ و م، وفي الأصل: تقدم.
[71928]:من ظ و م، وفي الأصل: هو.
[71929]:من ظ و م، وفي الأصل: بتبليغ.
[71930]:زيد من ظ.
[71931]:من ظ و م، وفي الأصل: وصفه.
[71932]:من ظ و م، وفي الأصل: ذكر.
[71933]:وقع في الأصل بعد "كلها" والترتيب من ظ و م.
[71934]:زيد من ظ و م.
[71935]:من ظ و م، وفي الأصل: مفيض.
[71936]:سقط من م.
[71937]:من م، وفي الأصل و ظ: اللائق.