اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِنَّهُۥ لَقَوۡلُ رَسُولٖ كَرِيمٖ} (19)

قوله تعالى : { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } . قال الحسنُ وقتادةُ والضحاكُ : الرسول الكريم : جبريل{[59498]} .

والمعنى : إنَّه لقولُ رسولٍ كريمٍ من الله كريمٍ على الله ، وأضاف الكلام إلى جبريل ، ثم عزاه عنه فقال : { تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ العالمين } [ الواقعة : 80 ] ليعلم أهل التحقيق في التصديق أن الكلام لله تعالى .

وقيل : هو محمد صلى الله عليه وسلم ، فمن جعله جبريل ، فقوته ظاهرة ؛ لما روى الضحاك عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : من قوته قلعه مدائن قوم لوط بقوادمِ جناحه{[59499]} .


[59498]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/471) عن قتادة وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/530) وعزاه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر. وذكره عن ابن عباس وعزاه إلى ابن المنذر.
[59499]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (19/156) عن الضحاك عن ابن عباس.