تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّهُۥ لَقَوۡلُ رَسُولٖ كَرِيمٖ} (19)

الآية 19 : [ وقوله تعالى ]{[23193]} : { إنه لقول رسول كريم } فموضع القسم على هذا ، وعلى قوله : { وما صاحبكم بمجنون } [ الآية : 22 ] .

ثم تأويل قوله : { إنه لقول رسول كريم } أي هذا الذي أتاكم به محمد صلى الله عليه وسلم تلقاه عن رسول كريم على ربه ، وهو جبرائيل عليه السلام ثم نسب ههنا إلى الرسول ما سمع منه ، ولم يكن من قبله ، وقال في آية أخرى : { حتى يسمع كلام الله } [ التوبة : 6 ] فسماه كلام الله على الموافقة أو لما أن ابتداءه يرجع إليه لا أن يكون المسموع كلامه كما يقال : هذا قول أبي حنيفة ، رحمه الله ، وهذا قول فلان الشاعر ، وليس الذي سمعته قول من نسب إليه ، ولكن نسب إليه لأن ابتداءه يرجع إليه ، فكذلك سمى كلام الله لأنه يدل على كلامه ولما يرجع إليه ابتداؤه لا يكون نفس كلامه .


[23193]:من م، ساقطة من الأصل.