تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{ٱلۡجَوَارِ ٱلۡكُنَّسِ} (16)

القرآن وحي الله نزل به جبريل الأمين

{ فلا أقسم بالخنّس 15 الجوار الكنّس 16 والليل إذا عسعس 17 والصبح إذا تنفّس 18 إنه لقول رسول كريم 19 ذي قوة عند ذي العرش مكين 20 مطاع ثم أمين 21 وما صاحبكم بمجنون 22 ولقد رآه بالأفق المبين 23 وما هو على الغيب بضنين 24 وما هو بقول شيطان رجيم 25 فأين تذهبون 26 إن هو إلا ذكر للعالمين 27 لمن شاء منكم أن يستقيم 28 وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين 29 }

المفردات :

فلا أقسم : أقسم ، و ( لا ) نزيدة .

بالخنّس : بالكواكب السيارة تخنس نهارا وتختفي عن البصر ، وهي فوق الأفق .

الجواري الكنّس : الكواكب السيارة التي تجري مع الشمس والقمر ، وترجع حتى تختفي مع ضوء الشمس .

الكنّس : التي تكنس في أبراجها ، أي تستتر ، فهي تختفي تحت ضوء الشمس ، من كنس الظبي أو الوحش : إذا دخل كناسه ، وهو بيته المتّخذ من أغصان الشجر .

15

التفسير :

15 ، 16- فلا أقسم بالخنّس* الجوار الكنّس .

أي : أقسم بالنجوم التي تخنس بالنهار ، أي ترجع ويختفي ضوءها عن الأبصار ، مع طلوعها وكونها فوق الأفق . وتكنس بعد ظهورها في الليل ، أي تستتر في مغيبها وتختفي فيه ، فتكون تحت الأفق بعد أن كانت فوقه ، كما تستتر الظباء في كنسها .

قال القرطبي :

النجوم تخنس بالنهار ، وتظهر بالليل ، وتكنس وقت غروبها أي تستتر .

جاء في ظلال القرآن ما يأتي :

والخنس الجوار الكنس : هي الكواكب التي تخنس ، أي ترجع في دورتها الفلكية ، وتجري وتختفي ، والتعبير يخلع عليها حياة رشيقة كحياة الظباء ، وهي تجري وتختبئ في كناسها ، وترجع من ناحية أخرى فهناك حياة تنبض من خلال التعبير الرشيق الأنيق عن هذه الكواكب ، وهناك إيحاء شعوري بالجمال في حركتها ، وفي اختفائها ، وفي ظهورها ، وفي تواريها وفي سفورها ، وفي جريها وفي عودتها ، يقابله إيحاء بالجمال في شكل اللفظ وجرسه .

وجاء في التفسير للقرآن ما يأتي :

والخنس : هي الكواكب إذا طلع عليها النهار وخنست ، أي غابت واختفت معالمها عن الأنظار .

والجوار الكنّس : هي هذه الكواكب في حال ظهورها بالليل ، ثم تغيّبها في الأفق الغربي بفعل حركة الأرض ودورانها اليومي من الغرب إلى الشرق ، والكناس مأوى الظباء ، وبيتها الذي تسكن فيه ، والخنّس جمع خنساء ، وهي الظبية تدخل في كناسها ، ومن هذا سمى العرب به بعض بناتهم ، ومنهن الخنساء الشاعرة المعروفة ، تشبيها بالظبية في جمالها وتحركها الرتيب الهادئ على مسرح مرعاها ، حتى إذا غربت الشمس عادت إلى كناسها واختفت فيه . vii .

وقال ابن كثير :

فلا أقسم بالخنّس* الجوار الكنّس .

هي النجوم تخنس بالنهار ، وتظهر بالليل ، وتجري من مكان إلى آخر بقدرته تعالى ، ثم تكنس أي تستتر وقت غروبها ، كما تتوارى الظباء في كنسها .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{ٱلۡجَوَارِ ٱلۡكُنَّسِ} (16)

الجوارِ الكنّس : جمعُ جارية ، والكنس جمع كانس وكانسة ، وهي التي تستتر ، والمراد بالخنّس والكنس النجوم .

والكنَّس .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{ٱلۡجَوَارِ ٱلۡكُنَّسِ} (16)

وتكنس تدخل في كناسها أي تغيب في المواضع التي تغيب فيها فهي الكنس جمع كانس

   
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{ٱلۡجَوَارِ ٱلۡكُنَّسِ} (16)

قوله : { الجوار الكنّس } أي تجري في فلكها . والكنّس ، جمع كانس وكانسة . يقال : كنس إذا دخل الكناس وهو مقر الوحش ، وتقول العرب : أوى الظبي إلى كناسه إذا تغيب فيه . والكانس ، الظبي يدخل في كناسه وهو موضعه في الشجر يكتنّ فيه {[4770]} .

والمراد النجوم الخمسة التي تخنس في مجراها وتكنس ، أي تستتر كما تكنس الظباء في المغار وهو الكناس .


[4770]:مختار الصحاح ص 580.