نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{ٱلۡجَوَارِ ٱلۡكُنَّسِ} (16)

ثم أبدل منها أعظمها فقال : { الجوار الكنس * } أي السيارة التي تختفي{[71897]} وتغيب بالنهار تحت ضوء الشمس ، من كنس الوحش - إذا دخل كناسه وهو بيته المتخذ من أغصان الشجر ، وقال الرازي : يكنس ويستتر{[71898]} العلوي منها بالسفلي عند القرانات كما تستتر الظباء في الكناس ، وقال قتادة{[71899]} : تسير{[71900]} بالليل وتخنس{[71901]} بالنهار فتخفى ولا ترى ، وروي ذلك أيضاً عن علي رضي الله تعالى عنه ، قال البغوي{[71902]} : وأصل الخنوس الرجوع إلى-{[71903]} وراء والكنوس أن تأوي إلى مكانسها{[71904]} . وقال القشيري : إن ذلك غروبها ، وإنما نفى الإقسام بها-{[71905]} لأنها وإن كانت عظيمة في أنفسها{[71906]} بما ناط بها سبحانه من المصالح وأنتم تعظمونها وتغلون فيها لأن فيها نقائص الغيبوبة و-{[71907]} انبهار النور ، والقرآن المقسم{[71908]} لأجله منزه عن ذلك ، بل هو الغالب على كل ما سواه من الكلام غلبة-{[71909]} هي أعظم من غلبة ضياء الشمس لنور ما سواها من الكواكب ، فلذلك لا يليق أن يقسم بها لأجله .


[71897]:من ظ و م، وفي الأصل: تخفى.
[71898]:من ظ و م، وفي الأصل: يستر.
[71899]:راجع المعالم 7/178.
[71900]:في المعالم: تبدو.
[71901]:من ظ و م، وفي الأصل: تخفى.
[71902]:راجع المعالم 7/178.
[71903]:زيد من م.
[71904]:من ظ و م، وفي الأصل: مكانها.
[71905]:زيد من ظ و م.
[71906]:من ظ و م، وفي الأصل: نفسها.
[71907]:زيد من م.
[71908]:من ظ و م، وفي الأصل: القسم.
[71909]:زيد من م.