تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَدَعۡ أَذَىٰهُمۡ وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا} (48)

{ ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع آذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا } .

التفسير :

هذه الآية تأكيد لما ورد في أول السورة حيث أمره الله تعالى قائلا : يأيها النبيء اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما . ( الأحزاب : 1 ) .

ومعنى الآية داوم أيها الرسول على ما أنت عليه من عدم طاعة الكافرين والمنافقين وعدم الإلانة معهم أو اللقاء بهم في منتصف الطريق والآية تيئيس للكافرين والمنافقين منه صلى الله عليه وسلم من باب " إياك أعني واسمعي يا جارة " والرسول مستمر في تبليغ رسالته مهتم بالمؤمنين وتربيتهم معرض عن الكافرين والمنافقين تارك للرد عليهم تارك لإيذاء الكافرين والمنافقين متوكل على الله وحده فهو سبحانه الوكيل والكفيل والنصير .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَدَعۡ أَذَىٰهُمۡ وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا} (48)

" ولا تطع الكافرين والمنافقين " أي لا تطعهم فيما يشيرون عليك من المداهنة في الدين ولا تمالئهم . " الكافرين " : أبي سفيان وعكرمة وأبي الأعور السلمي ، قالوا : يا محمد ، لا تذكر آلهتنا بسوء نتبعك . " والمنافقين " : عبد الله بن أبي وعبد الله بن سعد وطعمة بن أبيرق ، حثوا النبي صلى الله عليه وسلم على إجابتهم بتعلة المصلحة . " ودع أذاهم " أي دع أن تؤذيهم مجازاة على إذايتهم{[12855]} إياك . فأمره تبارك وتعالى بترك معاقبتهم ، والصفح عن زللهم ، فالمصدر على هذا مضاف إلى المفعول . ونسخ من الآية على هذا التأويل ما يخص الكافرين ، وناسخه آية السيف . وفيه معنى ثان : أي أعرض عن أقوالهم وما يؤذونك ، ولا تشتغل به ، فالمصدر على هذا التأويل مضاف إلى الفاعل . وهذا تأويل مجاهد ، والآية منسوخة بآية السيف . " وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا " أمره بالتوكل عليه وآنسه بقوله " وكفى بالله وكيلا " وفي قوة الكلام وعد بنصر . والوكيل : الحافظ القاسم على الأمر .


[12855]:في الأصول: "على إذايتك إياهم".
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَدَعۡ أَذَىٰهُمۡ وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا} (48)

قوله : { وَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ } أي لا تستمع لما يعرضه عليك أهل الكفر والنفاق من إغراء بالمداهنة أو اللين والتساهل في دين الله . وفي ذلك تعريض من الله للمسلمين في كل زمان لكي يحذروا إغراءات الكافرين والمنافقين الذين يخادعون المسلمين ويراوغوهم ليضلوهم عن دين الإسلام . بمختلف الأسباب والوسائل من الخداع والتحيُّل والمخاتلة .

قوله : { وَدَعْ أَذَاهُمْ } أي لا تؤذهم مجازاة لهم على إذايتهم لك بل اصفح عن زلاتهم وتجاوز عمن مساءاتهم . وقيل : اصبر على أذاهم ولا تشغل نفسك بما يؤذونك به من سوء الأقوال والفعال . {[3756]}


[3756]:تفسير ابن كثير ج 3 ص 496 والكشاف ج 3 ص 266 وتفسير الطبري ج 22 ص 14