22- وجاء ربك والملك صفّا صفّا .
جاء عدل ربك ، وجاء جلال ربك ، جاء الملك القهار ، في ذلك اليوم ينادي : لمن الملك اليوم ؟ والجواب : لله الواحد القهار .
جاء ربك وكفى به حكما وعدلا ، وجاءت ملائكة السماء الأولى فأحاطت بالخلائق ، وجاءت ملائكة السماء الثانية فأحاطت بملائكة السماء الأولى ، وهكذا كوّنت الملائكة سبع طبقات أو سبعة صفوف .
وهذه الآية وأمثالها مما يجب الإيمان به من غير تكييف ولا تمثيل ، أي أنه مجيء نؤمن به ونفوّض حقيقة المراد منه إلى الله تعالى .
قام الخلائق من قبورهم لربهم ، وجاء ربك لفصل القضاء بين خلقه ، والملائكة يجيئون بين يديه صفوفا صفوفا .
كما قال تعالى : هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور . ( البقرة : 210 ) .
قوله تعالى : " وجاء ربك " أي أمره وقضاؤه . قاله الحسن . وهو من باب حذف المضاف . وقيل : أي جاءهم الرب بالآيات العظيمة ، وهو كقوله تعالى : " إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام{[16059]} " [ البقرة : 210 ] ، أي بظلل . وقيل : جعل مجيء الآيات مجيئا له ، تفخيما لشأن تلك الآيات . ومنه قوله تعالى في الحديث : ( يا ابن آدم ، مرضت فلم تعدني ، واستسقيتك فلم تسقني ، واستطعمتك فلم تطعمني ) . وقيل : " وجاء ربك " أي زالت الشبه ذلك اليوم ، وصارت المعارف ضرورية ، كما تزول الشبه والشك عند مجيء الشيء الذي كان يشك فيه . قال أهل الإشارة : ظهرت قدرته واستولت{[16060]} ، واللّه جل ثناؤه لا يوصف بالتحول من مكان إلى مكان ، وأنى له التحول والانتقال ، ولا مكان له ولا أوان ، ولا يجري عليه وقت ولا زمان ؛ لأن في جريان الوقت على الشيء فوت الأوقات ، ومن فاته شيء فهو عاجز .
قوله تعالى : " والملك " أي الملائكة . " صفا صفا " أي صفوفا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.